Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 26-26)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

حكاية لما قاله سبحانه وتعالى لصالح عليه السلام وعداً له ووعيداً لقومه . والسين لتقريب مضمون الجملة وتأكيده ، والمراد بالغد وقت نزول العذاب الدنيوي بهم ، وقيل : يوم القيامة فهو لمطلق الزمان المستقبل وعبر به لتقريبه ، وعليه قول الطرماح : @ ألا عللاني قبل نوح النوائح وقبل اضطراب النفس بين الجوانح وقبل ( غد ) يا لهف نفسي على غد إذا راح أصحابـي ولست برائح @@ أي سيعلمون البتة عن قريب من الكذاب الأشر الذي حمله أشره وبطره على ما حمله أصالح أم من كذبه ، والمراد سيعلمون أنهم هم الكذابون الأشرون لكن أورد ذلك مورد الإبهام إيماءاً إلى أنه مما لا يكاد يخفى ، ونحوه قول الشاعر : @ / فلئن لقيتك خاليين لتعلمن ( أيـي وأيك ) فارس الأحزاب @@ وقرأ ابن عامر وحمزة وطلحة وابن وثاب والأعمش ستعلمون بتاء الخطاب على حكاية ما قال لهم صالح مجيباً لهم ، وفي « الكشاف » أو هو كلام على سبيل الالتفات ، قال صاحب « الكشف » : أي هو كلام الله تعالى لقوم ثمود على سبيل الالتفات إليهم إما في خطابه تعالى لرسولنا صلى الله عليه وسلم وهو نظير ما حكاه سبحانه عن شعيب { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَـٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ } [ الأعراف : 79 ] بعد ما استؤصلوا هلاكاً وهو من بليغ الكلام فيه دلالة على أنهم أحقاء بهذا الوعيد وكأنهم حضور في المجلس حول إليهم الوجه لينعى عليهم جناياتهم ، وإما في خطابه عز وجل لصالح عليه السلام والمنزل حكاية ذلك الكلام المشتمل على الالتفات . وعلى التقديرين لا إشكال فيه كما توهم . ولفظ الزمخشري على الأول أدل وهو أبلغ انتهى ، ومن التفت إلى ما قاله الجمهور في الالتفات لا أظنه تسكن نفسه بما ذكر فتأمل . وقرأ مجاهد فيما ذكره صاحب « اللوامح » وأبو قيس الأودي { ٱلأُشُرُ } بثلاث ضمات وتخفيف الراء . ويقال : أشر وأشر كحذر وحذر فضمة الشين لغة وضم الهمزة تبع لها . وحكى الكسائي عن مجاهد ضم الشين دون الهمزة فهو كندس . وقرأ أبو حيوة { ٱلأَشر } أفعل تفضيل أي الأبلغ في الشرارة وكذا قرأ قتادة وأبو قلابة أيضاً وهو قليل الاستعمال وإن كان على الأصل كالأخير في قول رؤبة : @ بلال خير الناس وابن الأخير @@ وقال أبو حاتم : لا تكاد العرب تتكلم بالأخير والأشر إلا في ضرورة الشعر وأنشد البيت ، وقال الجوهري : لا يقال : الأشر إلا في لغة رديئة .