Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 6-6)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } الفاء للسببية والمسبب التولي أو الأمر به والسبب عدم الإغناء أو العلم به . والمراد بالتولي إما عدم القتال ، فالآية منسوخة ، وإما ترك الجدال للجلاد فهي محكمة ، والظاهر الأول . { يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ } ظرف ليخرجون أو مفعول به لاذكر مقدراً ، وقيل : لانتظر ، وجوز أن يكون ظرفاً لتغني ، أو لمستقر وما بينهما اعتراض ، أو ظرفاً ليقول الكافر أو لتول أي تول عن الشفاعة لهم يوم القيامة ، أو هو معمول له بتقدير إلى ، وعليه قول الحسن فتول عنهم إلى يوم . والمراد استمرار التولي والكل كما ترى . والداعي إسرافيل عليه السلام ، وقيل : جبرائيل عليه السلام ، وقيل : ملك غيرهما موكل بذلك ، وجوز أن يكون الدعاء للإعادة في ذلك اليوم كالأمر في { كُنْ فَيَكُونُ } [ يسٰ : 82 ] على القول بأنه تمثيل ، فالداعي حينئذٍ هو الله عز وجل . وحذفت الواو من { يَدْعُ } لفظاً لالتقاء الساكنين ورسماً اتباعاً للفظ ، والياء من { ٱلدَّاعِ } تخفيفاً ، وإجراءاً لال مجرى التنوين لأنها تعاقبه ، والشيء يحمل على ضده كما يحمل على نظيره . { إِلَىٰ شَىْءٍ نُّكُرٍ } أي فظيع تنكره النفوس لعدم العهد بمثله وهو هول القيامة ويكنى بالنكر عن الفظيع لأنه في الغالب منكر غير معهود ، وجوز أن يكون من الإنكار ضد الإقرار وأياً مّا كان فهو وصف على فعل بضمتين وهو قليل في الصفات ، ومنه روضة أنف لم ترع ، ورجل شلل خفيف في الحاجة سريع حسن الصحبة / طيب النفس ، وسجح لين سهل . وقرأ الحسن وابن كثير وشبل { نكْر } بإسكان الكاف كما قالوا : شغل وشغل ، وعسر وعسر وهو إسكان تخفيف ، أو السكون هو الأصل والضم للاتباع ، وقرأ مجاهد وأبو قلابة والجحدري وزيد بن علي { نكرٍ } فعلاً ماضياً مبنياً للمفعول بمعنى أنكر .