Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 12-12)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلْحَبُّ } هو ما يتغذى به كالحنطة والشعير { ذُو ٱلْعَصْفِ } قيل : هو ورق الزرع ، وقيده بعضهم باليابس ، وأخرج ابن جرير وابن أبـي حاتم عن ابن عباس أنه التبن ، وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك أنه القشر الذي يكون على الحب ؛ وعن السدي والفراء أنه بقل الزرع وهو أول ما ينبت ، وأخرجه غير واحد عن الحبر أيضاً ، واختار جمع ما روي عنه أولاً . وفي توصيف الحب بما ذكر تنبيه على أنه سبحانه كما أنعم عليهم بما يقوتهم من الحب أنعم عليهم بما يقوت بهائمهم من العصف . { وَٱلرَّيْحَانُ } هو كل مشموم طيب الريح من النبات على ما أخرجه ابن جرير عن ابن زيد ، وأخرج عن الحسن أنه قال : هو ريحانكم هذا أي الريحان المعروف ؛ وأخرج عن مجاهد أنه الرزق بل قال ابن عباس : كما أخرج هو أيضاً عنه كل ريحان في القرآن فهو رزق ، وزعم الطبرسي أنه قول الأكثر ، وعليه قول بعض الأعراب ، وقد قيل له : إلى أين أطلب من ريحان الله ؟ فإنه أراد من رزقه عز وجل ، ووجه إطلاقه عليه أنه يرتاح له ، وظاهر كلام « الكشاف » أنه أطلق وأريد منه اللب ليطابق العصف ويوافق المراد منه في قراءة حمزة والكسائي والأصمعي عن أبـي عمرو { وَٱلرَّيْحَانُ } بالجر عطفاً على { ٱلْعَصْفِ } إذ يبعد عليها حمله على المشموم ، والقريب حمله على اللب فكأنه قيل : والحب ذو العصف الذي هو رزق دوابكم ، وذو اللب الذي هو رزق لكم ، وجوز أن يكون الريحان في هذه القراءة عطفاً على { فَـٰكِهَةٌ } [ الرحمن : 11 ] كما في قراءة الرفع ، والجر للمجاورة وهو كما ترى . والزمخشري بعد أن فسر { ٱلأَكْمَامِ } [ الرحمن : 11 ] بما ذكرناه ثانياً فيها { وَٱلرَّيْحَانُ } باللب قال : ( ( أراد سبحانه فيها ما يتلذذ به من الفواكه ، والجامع بين التغذي والتلذذ وهو ثمر النخل وما يتغذى به وهو الحب ) ) وهو على ما في « الكشف » بيان لإظهار وجه الامتنان وأنه مستوعب لأقسام ما يتناول في حال الرفاهية لأنه إما للتلذذ الخالص وهو الفاكهة ؛ أو له وللتغذي أيضاً / وهو ثمر النخل ، أو للتغذي وحده وهو الحب ، ولما كان الأخيران أدخل في الامتنان شفع كلاً بعلاوة فيها منة أيضاً ، وأنت تعلم أنه إذا كان المقصود من النخل ثمره المعروف فالعطف على أسلوب { وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ } [ البقرة : 98 ] كما قيل به في قوله تعالى : { فِيهَا فَـٰكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } [ الرحمٰن : 68 ] وإذا كان ما يعمه وسائر ما ينتفع به منه كالجُمَّار والكُفُرَّى ، فالعطف ليس على ذلك ، وجعل صاحب « الكشف » قول الزمخشري بعد تفسير { ٱلأَكْمَامِ } بالمعنى الأعم وكله منتفع به كالمكموم إشارة إلى هذا ، ثم قال : ولا ينافي جعله منه في قوله تعالى : { فِيهَا فَـٰكِهَةٌ } [ الرحمن : 11 ] الخ نظراً إلى أن الجنة دار تخلص للتلذذ فالنظر هنالك إلى المقصود وهو الثمر فقط فتأمل . وقرأ ابن عامر وأبو حيوة وابن أبـي عبلة والحبَّ ذا العصف والريحانَ بنصب الجميع ، وخرج على أنه بتقدير وخَلَقَ الحَبَّ الخ ، وقيل : يجوز تقدير أخص ، وفيه دغدغة . وجوزوا أن يكون الريحان بمعنى اللب حالة الرفع وحالة النصب على حذف مضاف . والأصل وذو أو وذا الريحان فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه . و { ٱلرَّيْحَانُ } فيعلان من الروح ، فأصله ريوحان قلبت الواو ياءاً لاجتماعها مع ياء ساكنة قبلها وأدغمت في الياء فصار رَيَّحان بالتشديد ثم حذفت الياء الثانية التي هي عين الكلمة فقيل : رَيْحان كما قيل : مَيْت وهَيْن بسكون الياء . وعن أبـي علي الفارسي أنه فَعْلان وأصله رَوْحان - بفتح الراء وسكون الواو - قلبت واوه ياءاً للتخفيف وللفرق بينه وبين الروحان بمعنى ماله روح .