Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 37-37)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاء } أي انصدعت يوم القيامة ، وحديث امتناع الخرق حديث خرافة ، ومثله ما يقوله أهل الهيئة اليوم في السماء على أن الانشقاق فيها على زعمهم أيضاً متصور { فَكَانَتْ وَرْدَةً } أي كالوردة في الحمرة ، والمراد بها النور المعروف قاله الزجاج وقتادة ، وقال ابن عباس وأبو صالح : كانت مثل لون الفرس الورد ، والظاهر أن مرادهما كانت حمراء . وقال الفراء : أريد لون الفرس الورد يكون في الربيع إلى الصفرة ، وفي الشتاء إلى الحمرة ، وفي اشتداد البرد إلى الغبرة فشبه تلون السماء بتلون الورد من الخيل ، وروي هذا عن الكلبـي أيضاً ، وقال أبو الجوزاء : وردة صفراء والمعول عليه إرادة الحمرة . ونصب { وَرْدَةً } على أنه خبر كان وفي الكلام تشبيه بليغ . وقرأ عبيد بن عمير { وَرْدَةً } بالرفع على أن كان تامة أي فحصلت سماء وردة فيكون من باب التجريد لأنه بمعنى كانت منها ، أو فيها سماء وردة مع أن المقصود أنها نفسها كذلك فهو كقول قتادة بن مسلمة : @ فلئن بقيت لأرحلن بغزوة تحوي المغانم أو يموت كريم @@ حيث عنى بالكريم نفسه . وقوله تعالى : { كَٱلدّهَانِ } خبر ثان لكانت أو نعت لوردة أو حال / من اسم كانت على رأي من أجازه أي كدهن الزيت كما قال تعالى : { كَٱلْمُهْلِ } [ الكهف : 29 ] وهو دردي الزيت ، وهو إما جمع دهن كقرط وقراط ، أو اسم لما يدهن به كالحزام والإدام ، وعليه قوله في وصف عينين كثيرتي التذارف : @ كأنهما مزادتا متعجل فريان لما تدهنا ( بدهان ) @@ وهو الدهن أيضاً إلا أنه أخص لأنه الدهن باعتبار إشرابه الشيء ، ووجه الشبه الذوبان وهو في السماء على ما قيل من حرارة جهنم وكذا الحمرة ، وقيل : اللمعان ، وقال الحسن : أي كالدهان المختلفة لأنها تتلون ألوانا ؛ وقال ابن عباس : الدهان الأديم الأحمر ؛ ومنه قول الأعشى : @ وأجرد من كرام الخيل طرف كأن على شواكله ( دهانا ) @@ وهو مفرد ، أو جمع ، واستدل للثاني بقوله : @ تبعن ( الدهان ) الحمر كل عشية بموسم بدر أو بسوق عكاظ @@ و ( إذا ) شرطية جوابها مقدر أي كان ما كان مما لا تطيقه قوة البيان ، أو وجدت أمراً هائلاً ، أو رأيت ما يذهل الناظرين وهو الناصب لإذا ، ولهذا كان مفرعاً ومسبباً عما قبله لأن في إرسال الشواظ ما هو سبب لحدوث أمر هائل ، أو رؤيته في ذلك الوقت .