Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 53-54)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مُتَّكِئِينَ } حال من قوله تعالى : { وَلِمَنْ خَافَ } [ الرحمن : 46 ] وجمع رعاية للمعنى بعد الإفراد / رعاية للفظ ، وقيل : العامل محذوف أي يتنعمون متكئين ، وقيل : مفعول به بتقدير أعني ، والاتكاء من صفات المتنعم الدالة على صحة الجسم وفراغ القلب ، والمعنى متكئين في منازلهم { عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } من ديباج ثخين قال ابن مسعود كما رواه عنه جمع وصححه الحاكم أخبرتم بالبطائن فكيف بالظهائر ، وقيل : ظهائرها من سندس ، وعن ابن جبير من نور جامد ، وفي حديث « من نور يتلألأ » وهو إن صح وقف عنده . وأخرج ابن جرير وغيره عن ابن عباس أنه قيل له : { بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } فماذا الظواهر ؟ قال : ذلك مما قال الله تعالى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] وقال الحسن : البطائن هي الظهائر وروي عن قتادة وقال الفراء : قد تكون البطانة الظهارة والظهارة البطانة لأن كلاً منهما يكون وجهاً والعرب تقول : هذا ظهر السماء وهذا بطن السماء ، والحق أن البطائن هنا مقابل الظهائر على الوجه المعروف . وقرأ أبو حيوة { فرش } بسكون الراء ، وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال : قرأ عبد الله على { سرر وفرش بطائنها من إستبرق } . { وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ } أي ما يجنى ويؤخذ من أشجارهما من الثمار ، فجنى اسم أو صفة مشبهة بمعنى المجني { دَانٍ } قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع ، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : تدنو الشجرة حتى يجتنيها ولي الله تعالى إن شاء قائماً وإن شاء قاعداً وإن شاء مضطجعاً ، وعن مجاهد ثمار الجنتين دانية إلى أفواه أربابها فيتناولونها متكئين فإذا اضطجعوا نزلت بإزاء أفواههم فيتناولونها مضطجعين لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك . وقرأ عيسى { وجنى } بفتح الجيم وكسر النون كأنه أمال النون وإن كانت الألف قد حذفت في اللفظ كما أمال أبو عمرو { حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً } [ البقرة : 55 ] وقرىء { وجنى } بكسر الجيم وهو لغة فيه .