Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 3-3)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله عز وجل : { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } خبر مبتدأ محذوف أي هي خافضة لأقوام رافعة لآخرين كما قال ابن عباس وأخرجه عنه جماعة . والجملة تقرير لعظمتها وتهويل لأمرها فإن الوقائع العظام شأنها الخفض والرفع كما يشاهد في تبدل الدول وظهور الفتن من ذل الأعزة وعز الأذلة ، وتقديم الخفض على الرفع لتشديد التهويل ، أو بيان لما يكون يومئذ من حط الأشقياء إلى الدركات ورفع السعداء إلى درجات الجنات ، وعلى هذا قول عمر رضي الله تعالى عنه : خفضت أعداء الله تعالى إلى النار ورفعت أولياءه إلى الجنة ، أو بيان لما يكون من ذلك ومن إزالة الأجرام عن مقارها ونثر الكواكب وتسيير الجبال في الجو كالسحاب ، والضحاك بعد أن فسر الواقعة بالصيحة قال : خافضة تخفض قوتها لتسمع الأدنى رافعة ترفعها لتسمع الأقصى ، وروي ذلك أيضاً عن ابن عباس وعكرمة ، وقدر أبو علي المبتدأ مقروناً بالفاء أي فهي خافضة وجعل الجملة جواب { إذا } فكأنه قيل : إذا وقعت الواقعة خفضت قوماً ورفعت آخرين . وقرأ زيد بن علي والحسن وعيسى وأبو حيوة وابن أبـي عبلة وابن مقسم والزعفراني واليزيدي في اختياره { خَافِضَةً رَّافِعَةً } بنصبهما ، ووجه أن يجعلا حالين عن { ٱلْوَاقِعَةُ } على أن { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } [ الواقعة : 2 ] اعتراض أو حالين عن وقعتها .