Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 44-44)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

صفتان له ، وتقديم الصفة الجار والمجرور على الصفة المفردة جائز كما صرح به الرضي وغيره أي لا بارد كسائر الظلال ، ولا نافع لمن يأوى إليه من أذى الحر وذلك كرمه فهناك استعارة ، ونفي ذلك ليمحق توهم ما في الظل من الاسترواح إليه وإن وصف أولاً بقوله تعالى : { مّن يَحْمُومٍ } والمعنى أنه ظل حار ضار إلا أن للنفي شأناً ليس للإثبات ومن ذلك جاء التهكم والتعريض بأن الذي يستأهل الظل الذي فيه برد وإكرام غير هؤلاء فيكون / أشجى لحلوقهم وأشد لتحسرهم ، وقيل : الكرم باعتبار أنه مرضي في بابه ، فالظل الكريم هو المرضي في برده وروحه ، وفيه أنه لا يلائم ما هنا لقوله تعالى : { لاَّ بَارِدٍ } وجوز أن يكون ذلك نفياً لكرامة من يستروح إليه ونسب إلى الظل مجازاً ، والمراد أنهم يستظلون به وهم مهانون ، وقد يحتمل المجلس الرديء لنيل الكرامة ، وفي « البحر » يجوز أن يكونا صفتين ليحموم ويلزم منه وصف الظل بهما . وتعقب بأن وصف اليحموم وهو الدخان بذلك ليس فيه كبير فائدة . وقرأ ابن أبـي عبلة { لاَّ بَارِدٌ وَلاَ كَرِيمٌ } برفعهما أي لا هو بارد ولا كريم على حدّ قوله : @ فأبيت لا حرج ولا محروم @@ أي لا أنا حرج ولا محروم .