Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 16-16)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱتَّخَذْواْ أَيْمَـٰنَهُمْ } الفاجرة التي يحلفون بها عند الحاجة { جُنَّةُ } وقاية وسترة عن المؤاخذة . وقرأ الحسن إيمانهم بكسر الهمزة أي إيمانهم الذي أظهروه للنبـي صلى الله عليه وسلم وخلص المؤمنين ؛ قال في « الإرشاد » : ( ( والاتخاذ على هذا عبارة عن التستر بالفعل كأنه قيل : تستروا بما أظهروه من الإيمان عن أن تستباح دماؤهم وأموالهم ، وعلى قراءة الجمهور عبارة عن إعدادهم لأيمانهم الكاذبة وتهيئتهم لها إلى وقت الحاجة ليحلفوا بها ويخلصوا عن المؤاخذة لا عن استعمالها بالفعل فإن ذلك متأخر عن المؤاخذة المسبوقة بوقوع الجناية ، وعن سببها أيضاً كما يعرب عنه الفاء في قوله تعالى : { فَصَدُّواْ } أي الناس { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } في خلال أمنهم بتثبيط من لقوا عن الدخول في الإسلام وتضعيف أمر المسلمين عندهم ) ) ، وقيل : فصدوا المسلمين عن قتلهم فإنه سبيل الله تعالى فيهم . وقيل : { صدوا } لازم ، والمراد فأعرضوا عن الإسلام حقيقة وهو كما ترى { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } وعيد ثان بوصف آخر لعذابهم ، وقيل : الأول عذاب القبر وهذا عذاب الآخرة ، ويشعر به وصفه بالإهانة المقتضية للظهور فلا تكرار .