Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 10-10)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ } أيضاً معترفين بأنهم لم يكونوا ممن يسمع أو يعقل ، كأن الخزنة قالوا لهم في تضاعيف التوبيخ : ألم تسمعوا آيات ربكم ولم تعقلوا معانيها فأجابوهم بقولهم : { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ } كلاماً { أَوْ نَعْقِلُ } / شيئاً { مَا كُنَّا فِى أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ } أي في عدادهم ومن جملتهم ، والمراد بهم قيل الشياطين لقوله تعالى : { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } [ الملك : 5 ] وقيل الكفار مطلقاً . واختصاص إعداد السعير بالشياطين ممنوع لقوله تعالى : { إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلاَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً } [ الإنسان : 4 ] والآية لا تدل على الاختصاص وفيه دغدغة لعلك تعرفها مما يأتي إن شاء الله تعالى قريباً فلا تغفل . ونفيهم السماع والعقل لتنزيلهم ما عندهم منهما - لعدم انتفاعهم به - منزلة العدم ، وفي ذلك مع اعتبار عموم المسموع والمعقول ما لا يخفى من المبالغة ، واعتبرهما بعض الأجلة خاصين قال أي لو كنا نسمع كلام النذير فنقبله جملة من غير بحث وتفتيش اعتماداً على ما لاح من صدقه بالمعجز ، أو نعقل فنفكر في حكمه ومعانيه تفكر المستبصرين ما كنا الخ وفيه إشارة إلى أن السماع والعقل هنا بمعنى القبول والتفكر و { أَوْ } للترديد لأنه يكفي انتفاء كل منهما لخلاصهم من السعير أو للتنويع فلا ينافي الجمع . وقيل أشير فيه إلى قسمي الإيمان التقليدي والتحقيقي أو إلى الأحكام التعبدية وغيرها . واسْتَدَلَّ بالآية كما قال ابن السمعاني في « القواطع » من قال بتحكيم العقل ، وأنت تعلم أن قصارى ما تشعر به أن العقل يرشد إلى العقائد الصحيحة التي بها النجاة من السعير ، وأما أنها تدل على أن العقل حاكم كما يقول المعتزلة فلا . واستدل بها أيضاً كما نقل عن ابن المنير على أن السمع أفضل من البصر . ومن العجيب استدلال بعضهم بها على أنه لا يقال للكافر عاقل .