Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 20-20)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } متعلق عند كثير بقوله سبحانه { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ } [ الملك : 19 ] فقال في « الإرشاد » ( ( هو تبكيت لهم بنفي أن يكون لهم ناصر غير الله تعالى كما يلوح به التعرض لعنوان الرحمانية ، ويعضده قوله تعالى { مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } أو ناصر من عذابه تعالى كما هو الأنسب بقوله تعالى بعد { إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } [ الملك : 21 ] كقوله تعالى { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا } [ الأنبياء : 43 ] في المعنيين معاً خلا أن الاستفهام هناك متوجه إلى نفس المانع وتحققه وهنا متوجه إلى تعيين الناصر لتبكيتهم بإظهار عجزهم عن تعيينه ) ) . و { أَمْ } منقطعة مقدرة ببل [ المفيدة ] للانتقال من توبيخهم على ترك التأمل فيما يشاهدونه من أحوال الطير ، المنبئة عن تعاجيب آثار قدرة الله عز وجل إلى التبكيت بما ذكر ، والالتفات للتشديد في ذلك ، ولا سبيل إلى تقدير الهمزة معها لأن [ ما ] بعدها من الاستفهامية والاستفهام لا يدخل على الاستفهام في المعروف عندهم . وهي مبتدأ و { هَـٰذَا } خبره . وفي الموصول هنا الاحتمالات المشهورة في مثله وجملة { يَنصُرُكُمْ } صفة لجند باعتبار لفظه و { مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } على الوجه الأول إما حال من فاعل { يَنصُرُكُمْ } أو نعت لمصدره وعلى الثاني متعلق بينصركم كما في قوله تعالى { مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ } [ هود : 30 ] فالمعنى من هذا الحقير الذي هو في زعمكم جند لكم ينصركم متجاوزاً نصر الرحمن ، أو ينصركم نصراً كائناً من دون نصره تعالى أو ينصركم من عذاب كائن من عند الله عز وجل . وقوله تعالى : { إِنِ ٱلْكَـٰفِرُونَ إِلاَّ فِى غُرُورٍ } اعتراض مقرر لما قبله ناع عليهم ما هم فيه من غاية الضلال أي ما هم في زعمهم - أنهم محفوظون من النوائب بحفظ آلهتهم لا بحفظه تعالى فقط أو أن آلهتهم تحفظهم من بأس الله تعالى - إلا في غرور عظيم وضلال فاحش من جهة الشيطان ليس لهم في ذلك شيء يعتد به في الجملة . والالتفات إلى الغيبة للإيذان باقتضاء حالهم للإعراض عنهم وبيان قبائحهم للغير . والإظهار في موضع الإضمار لذمهم بالكفر وتعليل غرورهم به .