Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 29-29)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ } أي لهم جواباً عن تمنيهم ما لا يجديهم بل يرديهم معرضاً بسوء ما هم عليه { هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } أي الله الرحمن { ءَامَنَّا بِهِ } أي فيجيرنا برحمته عز وجل من عذاب الآخرة ولم نكفر مثلكم حتى لا نجار البتة . ولما جعل الكفر سبب الإساءة في الآية الأولى جعل الإيمان سبب الإجارة في هذه ليتم التقابل ويقع التعريض موقعه ولم يقدم مفعول { ءَامَنَّا } لأنه لو قيل به آمناً كان ذهاباً إلى التعريض بإيمانهم بالأصنام وكان خروجاً عما سيق له الكلام . وحسن التقديم في قوله تعالى : { وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } لاقتضاء التعريض بهم في أمر التوكل ذلك ، أي وعليه توكلنا ونعم الوكيل فنصرنا لا على العدد والعدد كما أنتم عليه ، والحاصل أنه لما ذكر فيما قبل الإهلاك والرحمة وفسر برحمة الدنيا والآخرة أكد هٰهنا بحصولها لهم في الدارين لايمانهم وتوكلهم عليه تعالى خاصة ، وفي ذلك تحقيق عدم حصولها للكافرين لانتفاء الموجبين . ثم في الآية خاتمة على منوال السابقة وتبيين أن أحسن العمل الإيمان والتوكل على الله تعالى وحده وهو حقيقة التقوى . وقوله تعالى : { فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } أي في الدارين وعيد بعد تلخيص الموجب لكنه أخرج مخرج الكلام المنصف أي من هو منا ومنكم في الخ . وقرأ الكسائي ( فسيعلمون ) بياء الغيبة نظراً إلى قوله تعالى { فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَـٰفِرِينَ } [ الملك : 28 ] .