Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 7-7)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

استئناف لبيان ما قبله وتأكيد لما تضمنه من الوعد والوعيد ، أي هو سبحانه أعلم بمن ضل عن سبيله المؤدي إلى سعادة الدارين وهام في تيه الضلال متوجهاً إلى ما يقتضيه من الشقاوة الأبدية ومزيد النكال ، وهذا هو المجنون الذي لا يفرق بين النفع والضر بل يحسب الضرر نفعاً فيؤثره والنفع ضرراً فيهجره ، وهو عز وجل أعلم بالمهتدين إلى سبيله الفائزين بكل مطلوب الناجين عن كل محذور وهم العقلاء المراجيح فيجزي كلاً من الفريقين حسبما يستحقه من العقاب والثواب . وفي « الكشاف » أن ربك هو أعلم بالمجانين على الحقيقة وهم الذين ضلوا عن سبيله وهو أعلم بالعقلاء وهم المهتدون أو يكون وعيداً ووعداً وأنه سبحانه أعلم بجزاء الفريقين . قال في « الكشف » هو على الأول تذييل مؤكد لما رمز إليه في السابق من أن المفتون من قرفك به ، جار على أسلوب المؤكد في عدم التصريح ولكن على وجه أوضح ، فإن قوله تعالى { بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } [ القلم : 6 ] لا تعيين فيه بوجه وهذا بدل هو أعلم بالمجنون وبالعاقل يدل على أن الجنون بهذا الاعتبار لا بما توهموه وثبت لهم صرف الضلال في عين هذا الزعم ، وعلى الثاني هو تذييل أيضاً ولكن على سبيل التصريح لأن بمن ضل أقيم مقام بهم ، وبالمهتدين أقيم مقام بكم ، ولعل ما اعتبرناه أملأ بالفائدة وكأن تقديم الوعيد ليتصل بما أشعر به أولاً والتعبير في جانب الضلال بالفعل للإيماء بأنه خلاف ما تقتضيه الفطرة . وزيادة { هُوَ أَعْلَمُ } لزيادة التقرير مع الإيذان باختلاف الجزاء .