Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 18-18)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وجعل العرض في قوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } مجازاً عن الحساب ، والمراد يومئذ تحاسبون لكنه شبه ذلك بعرض السلطان العسكر ليعرف أحوالهم فعبر عنه به . وأخرج الإمام أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجه وابن أبـي حاتم وابن مردويه عن أبـي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله " والجملة المعوض عنها التنوين على ما يدل عليه كلامهم { نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } [ الحاقة : 13 ] وجعل { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } بدلاً من { فَيَوْمَئِذٍ } [ الحاقة : 15 ] الخ وقد سمعت أن الزمان متسع لجميع ما ذكر وغيره . وقوله تعالى : { لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } حال من مرفوع { تُعْرَضُونَ } أي تعرضون غير خاف عليه عز وجل سر من أسراركم قبل ذلك أيضاً وإنما العرض لإفشاء الحال وإقامة الحجة والمبالغة في العدل ، أو غير خاف يومئذ على الناس كقوله تعالى { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } [ الطارق : 9 ] وقرأ حمزة والكسائي وابن وثاب وطلحة والأعمش وابن مقسم عن عاصم وغيرهم { لا يخفى } بالياء التحتانية .