Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 28-28)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ رَّبّ ٱغْفِرْ لِى وَلِوٰلِدَىَّ } أراد أباه لمك بن متوشلخ وقد تقدم ضبط ذلك . وأمه شمخى - بالشين والخاء المعجمتين بوزن سكرى - بنت أنوش بالإعجام بوزن أصول . وكانا مؤمنين ولولا ذلك لم يجز الدعاء لهما بالمغفرة وقيل أراد بهما آدم وحواء . وقرأ ابن جبير والجحدري ( ولوالدي ) بكسر الدال وإسكان الياء فإما أن يكون قد خص أباه الأقرب أو أراد جميع من ولدوه / إلى آدم عليه السلام ، ولم يكفر كما قال ابن عباس لنوح أب ما بينه وبين آدم عليه السلام . وقرأ الحسين بن علي كرم الله تعالى وجههما ورضي عنهما وزيد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم ويحيـى بن يعمر والنخعي والزهري ( ولولدي ) تثنية ولد يعني ساماً وحاماً على ما قيل وفي رواية أن ساماً كان نبياً . { وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ } قيل أراد منزله وقيل سفينته ، وقال الجمهور وابن عباس أراد مسجده وفي رواية عن الحبر أنه أراد شريعته استعار لها اسم البيت كما قالوا قبة الإسلام وفسطاط الدين والمتبادر المنزل وتخرج امرأته وابنه كنعان بقوله : { مُؤْمِناً } وقيل يمكن أنه لم يجزم بخروج كنعان إلا بعد ما قيل له { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } [ هود : 46 ] { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } أي من كل أمة إلى يوم القيامة وهو تعميم بعد التخصيص . واستغفر ربه عز وجل إظهاراً لمزيد الافتقار إليه سبحانه وحباً للمستغفر لهم من والديه والمؤمنين ، وقيل إنه استغفر لما دعا على الكافرين لأنه انتقام منهم ، ولا يخفى أن السياق يأباه وكذا قوله : { وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } أي هلاكاً وقال مجاهد خساراً والأول أظهر وقد دعا عليه السلام دعوتين دعوة على الكافرين ودعوة للمؤمنين وحيث استجيبت له الأولى فلا يبعد أن تستجاب له الثانية والله تعالى أكرم الأكرمين . ومعظم آيات هذه السورة الكريمة وغيرها نص في أن القوم كفرة هالكون يوم القيامة فالحكم بنجاتهم كما يقتضيه كلام الشيخ الأكبر قدس سره في « فصوصه » مما يبرأ إلى الله تعالى منهم كزعم أن نوحاً عليه السلام لم يدعهم على وجه يقتضي إيمانهم مع قوله سبحانه { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [ الأنعام : 124 ] وقصارى ما أقول رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات .