Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 7-7)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِنّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ } أي إلى الإيمان ، فمتعلق الفعل محذوف ، وجوز جعله منزلاً منزلة اللازم . والجملة عطف على ما قبلها وليس ذلك من عطف المفصل على المجمل كما توهم حتى يقال إن الواو من الحكاية لا من المحكي { لِتَغْفِرَ لَهُمْ } أي بسبب الإيمان { جَعَلُواْ أَصَـٰبِعَهُمْ فِى ءاذٰنِهِمْ } / أي سدوا مسامعهم عن استماع الدعوة فهو كناية عما ذكر ولا منع من الحمل على الحقيقة . وفي نسبة الجعل إلى الأصابع وهو منسوب إلى بعضها وإيثار الجعل على الإدخال ما لا يخفى { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } أي بالغوا في التغطي بها كأنهم طلبوا من ثيابهم أن تغشاهم لئلا يروه كراهة النظر إليه من فرط كرهة الدعوة ، ففي التعبير بصيغة الاستفعال ما لا يخفى من المبالغة وكذا في تعميم آلة الإبصار وغيرها من البدن بالستر مبالغة في إظهار الكراهة ، ففي الآية مبالغة بحسب الكيف والكم . وقيل بالغوا في ذلك لئلا يعرفهم عليه السلام فيدعوهم وفيه ضعف فإنه قيل عليه إنه يأباه ترتبه على قوله { كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ } اللهم إلا أن يجعل مجازاً عن إرادة الدعوة وهو تعكيس للأمر وتخريب للنظم . { وَأَصَرُّواْ } أي أكبوا على الكفر والمعاصي وانهمكوا وجدوا فيها ، مستعار من أصر الحمار على العانة إذا أصر أذنيه أي رفعهما ونصبهما مستويين وأقبل عليها يكدمها ويطردها ، وفي ذلك غاية الذم لهم . وعن جار الله لو لم يكن في ارتكاب المعاصي إلا التشبيه بالحمار لكفى به مزجرة كيف والتشبيه في أسوء أحواله وهو حال الكدم والسفاد . وما ذكر من الاستعارة قيل في أصل اللغة وقد صار الإصرار حقيقة عرفية في الملازمة والانهماك في الأمر . وقال الراغب ( ( الإصرار التعقد في الذنب والتشديد فيه والامتناع من الإقلاع عنه وأصله من الصر أي الشد ) ) ولعله لا يأبـى ما تقدم بناء على أن الأصل الأول الشد والأصل الثاني ما سمعت أولاً . { وَٱسْتَكْبَرُواْ } من اتباعي وطاعتي { ٱسْتِكْبَاراً } عظيماً وقيل نوعاً من الاستكبار غير معهود . والاستكبار طلب الكبر من غير استحقاق له .