Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 12-12)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَنَّا ظَنَنَّا } أي علمنا الآن { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ } أي أن الشأن لن نعجز الله تعالى كائنين { فِى ٱلأَرْضِ } أي أينما كنا من أقطارها { وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } أي هاربين منها إلى السماء ، فالأرض محمولة على الجملة ولما كان { ولن } الخ في مقابلة ما قبل لزم أن يكون الهرب إلى السماء ، وفيه ترق ومبالغة كأنه قيل لن نعجزه سبحانه في الأرض ولا في السماء . وجوز أن لا ينظر إلى عموم ولا خصوص كما في أرسلها العراك ويجعل الفوت على قسمين أخذاً من لفظ الهرب ، والمعنى لن نعجزه سبحانه في الأرض إن أراد بنا أمراً ولن نعجزه عز وجل هرباً إن طلبنا وحاصله إن طلبنا لم نفته وإن هربنا لم نخلص منه سبحانه . وفائدة ذكر الأرض تصوير أنها مع هذه البسطة والعراضة ليس فيها منجا منه تعالى ولا مهرب لشدة قدرته سبحانه وزيادة تمكنه جل وعلا ، ونحوه قول القائل : @ وإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت إن المنتأى عنك واسع @@ وقيل فائدة ذكر الأرض تصوير تمكنهم عليها وغاية بعدها عن محل استوائه سبحانه وتعالى ، وليس بذاك . وكون { فِي ٱلأَرْضِ } / و { هَرَباً } حالين كما أشرنا إليه هو الذي عليه الجمهور ، وجوز في { هَرَباً } كونه تمييزاً محولاً عن الفاعل أي لن يعجزه سبحانه هربنا .