Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 2-2)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَهْدِى إِلَى ٱلرُّشْدِ } إلى الحق والصواب ، وقيل إلى التوحيد والإيمان . وقرأ عيسى { ٱلرُّشْدِ } بضمتين وعنه أيضاً فتحهما { فَآمَنَّا بِهِ } أي بذلك القرآن من غير ريث { وَلَن نُّشرِكَ بِرَبّنَا أَحَداً } حسبما نطق به ما فيه من دلائل التوحيد أو حسبما نطق به الدلائل العقلية على التوحيد . ولم تعطف هذه الجملة / بالفاء قال الخفاجي لأن نفيهم للإشراك أما لما قام عندهم من الدليل العقلي فحينئذٍ لا يترتب على الإيمان بالقرآن ، وإما لما سمعوه من القرآن فحينئذٍ يكفي في ترتبها عليه عطف الأول بالفاء خصوصاً . والباء في { بِهِ } تحتمل السببية فيعم الإيمان به الإيمان بما فيه فإنك إذا قلت ضربته فتأدب وانقاد لي فهم ترتب الانقياد على الضرب ، ولو قلت فانقاد لم يترتب على الأول بل على ما قبله . وقيل عطفت بالواو ولتفويض الترتب إلى ذهن السامع وقد يقال أن مجموع { فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ } مسبب عن مجموع { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً } [ الجن : 1 ] الخ فكونه قرآناً معجزاً يوجب الإيمان به وكونه يهدي إلى الرشد ويوجب قلع الشرك من أصله ، والأول أولى . وجوز أن يكون ضمير { بِهِ } لله عز وجل لأن قوله سبحانه { بِرَبّنَا } يفسره فلا تغفل .