Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 8-8)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَاء } أي طلبنا بلوغها لاستماع كلام أهلها أو طلبنا خبرها . واللمس قيل مستعار من المس للطلب كالجس يقال لمسه والتمسه وتلمسه كطلبه وأطلبه وتطلبه ، والظاهر أن الاستعارة هنا لغوية لأنه مجاز مرسل لاستعماله في لازم معناه والسماع على ظاهرها { فَوَجَدْنَـٰهَا } أي صادفناها وأصبناها فوجد متعد لواحد وقوله تعالى : { مُلِئَتْ } في موضع الحال بتقدير قد أو بدونه وإن كانت وجد من أفعال القلوب فهذه الجملة في موضع المفعول الثاني . وقرأ الأعرج ( مليت ) بالياء دون همز { حَرَساً } أي حراساً اسم جمع كخدم كما ذهب إليه جمع لأنه على وزن يغلب في المفردات كبصر وقمر ولذا نسب إليه فقيل حرسي ، وذهب بعض إلى أنه جمع والصحيح الأول ولذا وصف بالمفرد فقيل { شَدِيداً } أي قوياً نحوه قوله : @ بنيته بعصبة من ماليا أخشى رجيلاً وركيباً عادياً @@ ولو روعي معناه جمع بأن يقال شداداً إلا أن ينظر لظاهر وزن فعيل فإنه يستوي فيه الواحد والجمع . والمراد بالحرس الملائكة عليهم السلام الذين يمنعونهم عن قرب السماء { وَشُهُباً } جمع شهاب وقد مر الكلام فيه . وجوز بعضهم أن يكون المراد بالحرس الشهب والعطف مثله في قوله : @ وهند أتى من دونها النأي والبعد @@ وهو خلاف الظاهر ودخول { أَنَّا لَمَسْنَا } الخ في حيز الإيمان وكذا أكثر الجمل الآتية في غاية الخفاء . والظاهر تقدير / نحو نخبركم فيما لا يظهر دخوله في ذلك أو تأويل { آمَنَّا } [ الجن : 2 ] من أول الأمر بما ينسحب على الجميع .