Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 10-10)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَقُولُ ٱلإِنسَـٰنُ يَوْمَئِذٍ } يوم إذ تقع هذه الأمور { أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } أي الفرار يأساً منه ، وجوز إبقاؤه على حقيقة الاستفهام لدهشته وتحيره . وقرأ الحسن ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن بن زيد وابن عباس ومجاهد وعكرمة وجماعة كثيرة ( المفر ) بفتح الميم وكسر الفاء اسم مكان قياسي من يفر بالكسر أي أين موضع الفرار وجوز أن يكون مصدراً أيضاً كالمرجع . وقرأ الحسن البصري بكسر الميم وفتح الفاء ونسبها ابن عطية للزهري أي الجيد الفرار ، وأكثر ما يستعمل هذا الوزن في الآلات وفي صفات الخيل ومنه قوله : @ مكر مفر مقبل مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من عل @@ واختلف في هذا اليوم فالأكثرون على أنه يوم القيامة وهو المنصور . وأخرج ابن المنذر وغيره عن مجاهد أنه قال { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } [ القيامة : 7 ] عند الموت والاحتضار { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ * وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } [ القيامة : 8ـ9 ] أي كور يوم القيامة . وجوز أن يكون الأخيران / عند الموت أيضاً ، ويفسر الخسوف بذهاب ضوء البصر منه { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } باستتباع الروح حاسة البصر في الذهاب . والتعبير بالشمس عن الروح وبالقمر عن حاسة البصر على نهج الاستعارة فإن نور البصر بسبب الروح كما أن نور القمر بسبب الشمس ، أو يفسر الخسوف بما سمعت و { جُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } بوصول الروح الإنسانية إلى من كانت تقتبس منه نور العقل وهم الأرواح القدسية المنزهة عن النقائص ، فالقمر مستعار للروح والشمس لسكان حظيرة القدس والملأ الأعلى لأن الروح تقتبس منهم الأنوار اقتباس القمر من الشمس . ووجه الاتصال بما قبل على جعل الكل عند الموت أنه إذ ذاك ينكشف الأمر للإنسان فيعلم على أتم وجه حقيقة ما أخبر به ، وأنت تعلم أن هذا على علاته أقرب إلى باب الإشارة على منزع الصوفية وإذا فتح هذا الباب فلا حصر فيما ذكر من الاحتمال عند ذوي الألباب .