Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 14-14)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي حجة بينة واضحة على نفسه شاهدة بما صدر عنه من الأعمال السيئة كما يؤذن به كلمة { عَلَىٰ } والجملة الحالية بعد ، فالإنسان مبتدأ و { عَلَىٰ نَفْسِهِ } متعلق ببصيرة بتقدير أعمال ، أو المعنى عليه من غير تقدير و ( بصيرة ) خبر وهي مجاز / عن الحجة البينة الواضحة أو بمعنى بينة وهي صفة لحجة مقدرة هي الخبر . وجعل الحجة بصيرة لأن صاحبها بصير بها فالإسناد مجازي أو هي بمعنى دالة مجازاً ، وجوز أن يكون هناك استعارة مكنية وتخييلية والتأنيث للمبالغة أو لتأنيث الموصوف أعني حجة وقيل ذلك لإرادة الجوارح أي جوارحه على نفسه بصيرة أي شاهدة ونسب إلى القتبـي . وجوز أن يكون التقدير عين بصيرة وإليه ذهب الفراء وأنشد : @ كأن على ذي العقل عيناً بصيرة بمجلسه أو منظر هو ناظره يحاذر حتى يحسب الناس كلهم من الخوف لا يخفى عليهم سرائره @@ وعليه قيل { ٱلإِنسَانُ } مبتدأ أول و { بَصِيرَةٌ } بتقدير عين بصيرة مبتدأ ثان و { عَلَىٰ نَفْسِهِ } خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر المبتدأ الأول . واختار أبو حيان أن تكون { بَصِيرَةٌ } فاعلاً بالجار والمجرور وهو الخبر عن الإنسان وعمل بالفاعل لاعتماده على ذلك وأمر التأنيث ظاهر و { بَلِ } للترقي على الوجهين إرادة حجة بصيرة وإرادة عين بصيرة والمعنى عليهما ينبؤ الإنسان بأعماله ، بل فيه ما يجزي عن الإنباء لأنه عالم بتفاصيل أحواله شاهد على نفسه بما عملت لأن جوارحه تنطق بذلك { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ النور : 24 ] وفي كلا الوجهين كما قيل شائبة التجريد وهي في الثاني أظهر .