Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 29-29)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يِـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إَن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ } في كل ما تأتون وما تذرون { يَجْعَلْ لَّكُمْ } بسبب ذلك الاتقاء { فُرْقَانًا } أي هداية ونوراً في قلوبكم تفرقون به بين الحق والباطل كما روي عن ابن جريج وابن زيد ، أو نصراً يفرق بين المحق والمبطل بإعزاز المؤمنين وإذلال الكافرين كما قال الفراء ، أو نجاة في الدارين كما هو ظاهر كلام السدي ، أو مخرجاً من الشبهات كما جاء عن مقاتل ، أو ظهوراً يشهر أمركم وينشر صيتكم كما يشعر به كلام محمد بن إسحاق من بت أفعل كذا حتى سطع الفرقان أي الصبح ، وكل المعاني ترجع إلى الفرق بين أمرين ، وجوز بعض المحققين الجمع بينهما { وَيُكَفّرْ عَنكُمْ سَيّئَاتِكُمْ } أي يسترها في الدنيا { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } بالتجاوز عنها في الأخرى فلا تكرار ، وقد يقال : مفعول { يَغْفِرْ } الذنوب وتفسر بالكبائر وتفسر السيئات بالصغائر ، أو يقال : المراد ما تقدم وما تأخر لأن الآية ف أهل بدر وقد غفر لهم . ففي الخبر « لعل الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم » { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } تعليل لما قبله وتنبيه على أن ما وعد لهم على التقوى تفضل منه سبحانه وإحسان وأنها بمعزل عن أن توجب عليه جل شأنه / شيئاً ، قيل : ومن عظيم فضله تعالى أنه يتفضل من غير واسطة وبدون التماس عوض ولا كذلك غيره سبحانه ، ثم إنه عز وجل لما ذكر من ذكر نعمته بقوله تعالى : { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ } [ الأنفال : 26 ] الخ ذكر نبيه عليه الصلاة والسلام النعمة الخاصة به بقوله عزَّ من قائل : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ … } .