Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 67-67)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الْمُنَـٰفِقُونَ وَٱلْمُنَـٰفِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ } أي متشابهون في النفاق كتشابه أبعاض الشيء الواحد ، والمراد الاتحاد في الحقيقة والصورة كالماء والتراب ، والآية متصلة بجميع ما ذكر من قبائحهم ، وقيل : هي متصلة بقوله تعالى : { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } [ التوبة : 56 ] والمراد منها تكذيب قولهم المذكور وإبطال له وتقرير لقوله سبحانه : { وَمَا هُم مّنكُمْ } [ التوبة : 56 ] وما بعد من تغاير صفاتهم وصفات المؤمنين كالدليل على ذلك ، و { مِنْ } على التقريرين اتصالية كما في قوله عليه الصلاة والسلام : " أنت مني بمنزلة هٰرون من موسى " والتعرض لأحوال الإناث للإيذان بكمال عراقتهم في الكفر والنفاق { يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ } أي بالتكذيب بالنبـي صلى الله عليه وسلم { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ } أي شهادة أن لا إله إلا الله والإقرار بما أنزل الله تعالى كما أخرجه ابن أبـي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما . وأخرج عن أبـي العالية أنه قال : كل منكر ذكر في القرآن المراد منه عبادة الأوثان والشيطان ، ولا يبعد أن يراد بالمنكر والمعروف ما يعم ما ذكر وغيره ويدخل فيه المذكور دخولاً أولياً ، والجملة استئناف مقرر / لمضمون ما سبق مفصح عن مضادة حالهم لحال المؤمنين أو خير ثان { وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ } عن الإنفاق في طاعة الله ومرضاته كما روي عن قتادة والحسن ، وقبض اليد كناية عن الشح والبخل كما أن بسطها كناية عن الجود لأن من يعطي يمد يده بخلاف من يمنع ، وعن الجبائي أن المراد يمسكون أيديهم عن الجهاد في سبيل الله تعالى وهو خلاف الشائع في هذه الكلمة . { نَسُواْ ٱللَّهَ } النسيان مجاز عن الترك وهو كناية عن ترك الطاعة فالمراد لم يطيعوه سبحانه { فَنَسِيَهُمْ } منه لطفه وفضله عنهم ، والتعبير بالنسيان للمشاكلة { إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ هُمُ الْفَـٰسِقُونَ } أي الكاملون في التمرد والفسق الذي هو الخروج عن الطاعة والانسلاخ عن كل [ خير ] حتى كأنهم الجنس كله ، ومن هنا صح الحصر المستفاد من الفصل وتعريف الخبر وإلا فكم فاسق سواهم . والإظهار في مقام الإضمار لزيادة التقرير ، ولعله لم يذكر المنافقات اكتفاء بقرب العهد ، ومثله في نكتة الاظهار قوله سبحانه : { وَعَدَ الله الْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقَاتِ … } .