Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 71-71)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَالْمُؤْمنُونَ وَالمُؤْمنَاتُ } بيان لحسن حال المؤمنين والمؤمنات حالاً ومآلاً بعد بيان حال أضدادهم عاجلاً وآجلاً ، وقوله سبحانه : { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } يقابل قوله تعالى فيما مر : { بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ } [ التوبة : 67 ] ، وتغيير الأسلوب للإشارة إلى تناصرهم وتعاضدهم بخلاف أولئك ؛ وقوله عز وجل : { يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } ظاهر المقابلة ليأمرون بالمنكر الخ والكلام في المنكر والمعروف معروف ، وقوله جل وعلا : { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلوٰةَ } في مقابلة { نَسُواْ ٱللَّهَ } [ التوبة : 67 ] وقوله تعالى جده : { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } في مقابلة { يقبضون أَيْدِيهِمْ } [ التوبة : 67 ] وقوله تبارك وتعالى : { وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي في سائر الأمور في مقابلة وصف المنافقين بكمال الفسق والخروج عن الطاعة وقيل : هو في مقابلة { نَسُواْ ٱللَّهَ } ، وقوله سبحانه : { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلوٰةَ } زيادة مدح ، وقوله تعالى شأنه : { أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ } في مقابلة { فَنَسِيَهُمْ } [ التوبة : 67 ] المفسر بمنع لطفه ورحمته سبحانه ، وقيل : في مقابلة { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [ التوبة : 67 ] لأنه بمعنى المتقين المرحومين ، والإشارة إلى المؤمنين والمؤمنات باعتبار اتصافهم بما سلف من الصفات الجليلة ، والإتيان بما يدل على البعد لما مر غير مرة . والسين على ما قال الزمخشري وتبعه غير واحد لتأكيد الوعد وهي كما تفيد ذلك تفيد تأكيد الوعيد ، ونظر فيه صاحب « التقريب » ووجه ذلك بأن السين في الإثبات في مقابلة لن في النفي فتكون بهذا الاعتبار تأكيداً لما دخلت عليه ولا فرق في ذلك بين أن يكون وعداً أو وعيداً أو غيرهما . وقال العلامة ابن حجر : ما زعمه الزمخشري من أن السين تفيد القطع بمدخولها مردود بأن القطع إنما فهم من المقام لا من الوضع وهو توطئة / لمذهبه الفاسد في تحتم الجزاء ومن غفل عن هذه الدسيسة وجهه ، وتعقبه الفهامة ابن قاسم بأن هذا لا وجه له لأنه أمر نقلي لا يدفعه ما ذكر ونسبة الغفلة للأئمة إنما أوجبه حب الاعتراض ، وحينئذ فالمعنى أولئك المنعوتون بما فصل من النعوت الجليلة يرحمهم الله تعالى لا محالة . { أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } قوي قادر على كل شيء لا يمتنع عليه ما يريده { حَكِيمٌ } يضع الأشياء مواضعها ومن ذلك النعمة والنقمة ؛ والجملة تعليل للوعد .