Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 13-13)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عاد الخطاب إلى المشركين عودا على بدئه في قوله { إن ربكم الله } يونس 3 إلى قوله { لتعلموا عدد السنين والحساب } يونس 5 بمناسبة التماثل بينهم وبين الأمم قبلهم في الغرور بتأخير العذاب عنهم حتى حل بهم الهلاك فجأة . وهذه الآية تهديد وموعظة بما حل بأمثالهم . والجملة معطوفة على جملة { ولو يعجل الله للناس الشر } يونس 11 بما تضمنته من الإنذار بأن الشر قد ينزل بهم ولكن عذاب الله غير معجل ، فضرب لهم مثلاً بما نزل بالأمم من قبلهم فقضَى إليهم بالعذاب أجلُهم وقد كانوا يعرفون أمما منهم أصابهم الاستيصال مثل عاد وثمود وقوم نوح . ولتوكيد التهديد والوعيد أكدت الجملة بلام القسم وقد التي للتحْقيق . والإهلاك الاستيصال والإفناء . والقرون جمع قرن وأصله مدة طويلة من الزمان ، والمراد به هنا أهل القرون . وتقدم بيانه عند قوله تعالى { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن } في سورة الأنعام 6 . وقوله { من قبلكم } حال من القرون . و { لمّا } اسم زمان بمعنى حين على التحقيق ، وتضاف إلى الجملة . والعرب أكثروا في كلامهم تقديم لما في صدر جملتها فأشِمَّت بذلك التقديم رائحة الشرطية فأشبهت الشروط لأنها تضاف إلى جملة فتشبه جملةَ الشرط ، ولأن عاملها فعل مُضي فبذلك اقتضت جملتين فأشبهت حروفَ الشرط . والمعنى أهلكناهم حينما ظلموا ، أي أشركوا وجاءتهم رسلهم بالبينات مثل هود وصالح ولم يؤمنوا . وجملة { وجاءتهم } معطوفة على جملة { ظلموا } . والبينات جمع بينة ، وهي الحجة على الصدق ، وقد تقدم عند قوله تعالى { فقد جاءكم بينة من ربكم } في سورة الأنعام 157 . وجملة { وما كانوا ليؤمنوا } معطوفة عليها . ومجموع الجمل الثلاث هو ما وُقِّت به الإهلاك { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا } القصص 59 . وعبر عن انتفاء إيمانهم بصيغة لام الجحود مبالغة في انتفائه إشارة إلى اليأس من إيمانهم . وجملة { كذلك نجزي القوم المجرمين } تذييل . والتعريف في { القوم المجرمين } للاستغراق فلذلك عم القرون الماضية وعم المخاطبين ، وبذلك كان إنذاراً لقريش بأن ينالهم ما نال أولئك . والمُراد بالإجرام أقصاه ، وهو الشرك . والقول في { كذلك نجزي القوم المجرمين } كالقول في نظيره آنفاً . وكذلك ذكر لفظ القوم فهو كما في نظيره في هذه السورة وفي البقرة .