Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 25-25)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الجملة معطوفة على جملة { كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون } يونس 24 ، أي نفصل الآيات التي منها آية حالة الدنيا وتقضيها ، وندعو إلى دار السلام دارِ الخلد . ولما كانت جملة { كذلك نفصل الآيات } يونس 24 تذييلاً وكان شأن التذييل أن يكون كاملاً جامعاً مستقلاً جعلت الجملة المعطوفة عليها مثلها في الاستقلال فعُدل فيها عن الإضمار إلى الإظهار إذْ وضع قوله { والله يدعو } موضع ندعو لأن الإضمار في الجملة يجعلها محتاجة إلى الجملة التي فيها المعاد . وحُذف مفعول { يدعو } لقصد التعميم ، أي يدعو كل أحد . والدعوة هي الطلب والتحريض . وهي هنا أوامر التكليف ونواهيه . ودار السلام الجنة ، قال تعالى { لهم دار السلام عند ربهم } ، وقد تقدم وجه تسميتها بذلك في سورة الأنعام 127 . والهداية الدلالة على المقصود النافع ، والمراد بها هنا خَلْق الاهتداء إلى المقصود بقرينة قوله { مَن يشاء } بعد قوله { والله يدعُو } المفيد التعميمَ فإن الدعوة إلى الجنة دلالة عليها فهي هداية بالمعنى الأصلي فتعين أنَّ { يهدي } هنا معناه إيجاد الهداية بمعنى آخر ، وهي حصول الاهتداء بالفعل ، أي خلق حصوله بأمر التكوين ، كقوله { فريقاً هدَى وفريقاً حق عليهم الضلالة } الأعراف 30 وهذا التكوين يقع إما في كل جزئية من جزئيات الاهتداء على طريقة الأشاعرة ، وإما بخلق الاستعداد له بحيث يقدر على الاهتداء عند حصول الأدلة على طريقة المعتزلة وهما متقاربان في الحال ، وشؤون الغيب خَفية . وقد تقدم شيء من ذلك عند قوله تعالى { اهدنا الصراط المستقيم } الفاتحة 6 . والصراط المستقيم الطريق الموصل .