Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 40-40)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف على جملة { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } يونس 39 لأن الإخبار عن تكذيبهم بأنه دون الإحاطة بعلم ما كذبوا به يقتضي أن تكذيبهم به ليس عن بصيرة وتأمل . وما كان بهاته المثابة كان حال المكذبين فيه متفاوتاً حتى يبلغ إلى أن يكون تكذيباً مع اعتقاد نفي الكذب عنه ، ولذلك جاء موقع هذه الآية عقب الأخرى موقع التخصيص للعام في الظاهر أو البيان للمجملِ من عدم الإحاطة بعلمه ، كما تقدم بيانه في قوله { بما لم يحيطوا بعلمه } يونس 39 . فكان حالهم في الإيمان بالقرآن كحالهم في اتباع الأصنام إذ قال فيهم { وما يتبع أكثرهم إلا ظناً } يونس 36 ، فأشعر لفظ { أكثرهم } بأن منهم من يعلم بطلان عبادة الأصنام ولكنهم يتبعونها مشايعة لقومهم ومكابرة للحق ، وكذلك حالهم في التكذيب بنسبة القرآن إلى الله ، فمنهم من يؤمن به ويكتم إيمانه مكابرة وعَداء ، ومنهم من لا يؤمنون به ويكذبون عن تقليد لكبرائهم . والفريقان مشتركان في التكذيب في الظاهر كما أنبأت عنه من التبعيضية ، وضمير الجمع عائد إلى ما عادت إليه ضمائر { أم يقولون افتراه } يونس 38 فمعنى يؤمن به يصدق بحقيته في نفسه ولكنه يظهر تكذيبه جمعاً بين إسناد الإيمان إليهم وبين جعلهم بعضاً من الذين يقولون افتراه . واختيار المضارع للدلالة على استمرار الإيمان به من بعضهم مع المعاندة ، واستمرار عدم الإيمان به من بعضهم أيضاً . وجملة { وربك أعلم بالمفسدين } معترضة في آخر الكلام على رأي المحققين من علماء المعاني ، وهي تعريض بالوعيد والإنذار ، وبأنهم من المفسدين ، للعلم بأنه ما ذكر { المفسدين } هنا إلاّ لأن هؤلاء منهم وإلا لم يكن لذكر { المفسدين } مناسبة ، فالمعنى وربك أعلم بهم لأنه أعلم بالمفسدين الذين هم من زمرتهم .