Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 109, Ayat: 4-4)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف على { ولا أنتم عابدون ما أعبد } الكافرون 3 عطفَ الجملة على الجملة لمناسبة نفي أو يعبدوا الله فأردف بنفي أن يعبد هو آلهتهم ، وعطفُه بالواو صارف عن أن يكون المقصود به تأكيدَ { لا أعبد ما تعبدون } فجاء به على طريقة { ولا أنتم عابدون ما أعبد } بالجملة الإسمية . للدلالة على الثبات ، وبكَون الخبر اسم فاعل دالاً على زمان الحال ، فلما نفَى عن نفسه أن يعبد في المستقبل ما يعبدونه بقوله { لا أعبد ما تعبدون } كما تقدم آنفاً ، صرح هنا بما تقتضيه دلالة الفحوى على نفي أن يعبد آلهتهم في الحال ، بما هو صريح الدلالة على ذلك لأن المقام يقتضي مزيد البيان ، فاقتضى الاعتمادَ على دلالة المنطوق إطناباً في الكلام ، لتأييسهم مما راودوه عليه ولمقابلة كلامهم المردود بمثله في إفادة الثبات . وحصل من ذلك تقرير المعنى السابق وتأكيده ، تبعاً لمدلول الجملة لا لموقعها ، لأن موقعها أنها عطف على جملة { ولا أنتم عابدون ما أعبد } وليست توكيداً لجملة { لا أعبد ما تعبدون } بمرادفها لأن التوكيد للفظ بالمرادف لا يعرف إلا في المفردات ولأن وجود الواو يُعيِّن أنها معطوفة إذ ليس في جملة { لا أعبد ما تعبدون } واو حتى يكون الواو في هذه الجملة مؤكداً لها . ولا يجوز الفصل بين الجملتين بالواو لأن الواو لا يفصل بها بين الجملتين في التوكيد اللفظي . والأجود الفصل بــــ ثم كما في « التسهيل » مقتصراً على ثُم . وزاد الرضي الفَاء ولم يأت له بشاهد ولكنه قال « وقد تكون ثم والفاء لمجرد التدرج في الارتقاء وإن لم يكن المعطوف مترتباً في الذكر على المعطوف عليه وذلك إذا تكرر الأول بلفظه نحو بالله ، فالله ، ونحو واللَّهِ ثم واللَّهِ » . وجيء بالفعل الماضي في قوله { ما عبدتم } للدلالة على رسوخهم في عبادة الأصنام من أزمان مضت ، وفيه رمز إلى تنزهه صلى الله عليه وسلم من عبادة الأصنام من سالف الزمان وإلا لقال ولا أنا عابد ما كُنا نعبد .