Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 111, Ayat: 2-2)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
استئناف ابتدائي للانتقال من إنشاء الشتم والتوبيخ إلى الإِعلام بأنه آيس من النجاة من هذا التبات ، ولا يغنيه ماله ، ولا كسبه ، أي لا يغني عنه ذلك في دفع شيء عنه في الآخرة . والتعبير بالماضي في قوله { ما أغنى } لتحقيق وقوع عدم الإِغناء . و { ما } نافية ، ويجوز أن تكون استفهامية للتوبيخ والإِنكار . والمال الممتلكات المتمولة ، وغلب عند العرب إطلاقه على الإِبل ، ومن كلام عمر « لولاَ المال الذي أحمل عليه في سبيل الله » الخ في اتقاء دعوة المظلوم ، من « الموطأ » ، وقال زهير @ صحيحات مالٍ طالعات بمخرَم @@ وأهل المدينة وخيبر والبحرين يغلب عندهم على النخيل ، وقد تقدم عند قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } في سورة النساء 29 وفي مواضع . { وما كَسَبَ } موصول وصلته والعائد محذوف جوازاً لأنه ضمير نصب ، والتقدير وما كسبه ، أي ما جمعه . والمراد به ما يملكه من غير النعَم من نقود وسلاح وربْع وعُروض وطعام ، ويجوز أن يراد بماله جميع ماله ، ويكون عطف { وما كسب } من ذكر الخاص بعد العام للاهتمام به ، أي ما أغنى عنه ماله التالد وهو ما ورثه عن أبيه عبد المطلب وما كسبه هو بنفسه وهو طريفُه . وروي عن ابن مسعود أن أبا لهب قال « إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فأنا أفتدي نفسي يوم القيامة بمالي وولدي » فأنزل الله { ما أغنى عنه ماله وما كسب } وقال ابن عباس { ما كسب } هو ولده فإن الولد من كسب أبيه .