Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 69-69)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
موقع جملة { ولما دخلوا على يوسف } كموقع جملة { ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم } سورة يوسف 68 في إيجاز الحذف . والإيواء الإرجاع . وتقدم في قوله تعالى { أولئك مأواهم النار } في سورة يونس 8 . وأطلق الإيواء هنا مجازاً على الإدناء والتقريب كأنه إرجاع إلى مأوى ، وإنما أدناه ليتمكن من الإسرار إليه بقوله { إني أنا أخوك } . وجملة { قال إني أنا أخوك } بدل اشتمال من جملة { آوى إليه أخاه } . وكلمه بكلمة مختصرة بليغة إذ أفاده أنه هو أخوه الذي ظنه أكلَه الذئب . فأكد الخبر بــــ إنّ وبالجملة الاسمية وبالقصر الذي أفاده ضمير الفصل ، أي أنَا مقصور على الكون أخاك لا أجنبي عنك ، فهو قصر قلب لاعتقاده أن الذي كلّمه لا قرابة بينه وبينه . وفرّع على هذا الخبر { فلا تبتئس بما كانوا يعملون } . والابتئاس مطاوعة الإبئاس ، أي جَعْل أحد بائساً ، أي صاحب بؤس . والبؤس هو الحزن والكدر . وتقدم نظير هذا التركيب في قصة نوح ــــ عليه السلام ــــ من سورة هود . والضميران في { كانوا } و { يعملون } راجعان إلى إخوتهما بقرينة المقام ، وأراد بذلك ما كان يجده أخوه بنيامين من الحزن لهلاك أخيه الشقيق وفظاظة إخوته وغيرتهم منه . والنهي عن الابتئاس مقتضٍ الكفّ عنه ، أي أزلْ عنك الحزن واعتْضْ عنه بالسرور . وأفاد فعل الكون في المضي أن المراد ما عَملوه فيما مضى . وأفاد صوغ { يعملون } بصيغة المضارع أنه أعمال متكررة من الأذى . وفي هذا تهيئة لنفس أخيه لتلقي حادث الصُّوَاع باطمئنان حتى لا يخشى أن يكون بمحل الريبة من يوسف ــــ عليه السلام ــــ .