Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 32-32)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف على جملة { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال } سورة الرعد 31 الخ ، لأن تلك المُثُل الثلاثة التي فرضت أريد بها أمور سألها المشركون النبي استهزاءً وتعجيزاً لا لترقب حصولها . وجاءت عقب الجملتين لما فيها من المناسبة لهما من جهة المُثل التي في الأولى ومن جهة الغاية التي في الثانية . وقد استهزأ قوم نوح به عليه السلام { وكُلّما مَرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه } سورة هود 38 ، واستهزأت عاد بهود عليه السلام { فأسقِط علينا كِسْفاً من السماء إن كنتَ من الصادقِين } سورة الشعراء 187 ، واستهزأت ثمود بصالح عليه السلام { قال الملأ الّذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة } سورة الأعراف 66 ، واستهزأوا بِشُعيْب عليه السلام { قالوا يا شُعيب أصلاتك تأمُرك أن نتْرك ما يَعبد آبَاؤنَا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنّك لأنت الحليم الرشيد } سورة هود 87 ، واستهزأ فرعون بموسى عليه السلام { أم أنا خير من هذا الّذي هو مَهين ولا يكاد يبين } سورة الزخرف 43 . والاستهزاء مبالغة في الهَزْء مثل الاسْتسْخار في السخرية . والإملاء الإمهال والتركُ مدة . ومنه واهجرني ملياً . وتقدم في قوله تعالى { والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم } في سورة الأعراف 182 . والاستفهام في فكيف كان عقاب للتعجيب . و عقاب أصله عقابي مثل ما تقدم آنفاً في قوله { وإليه متاب } . والكلام تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، ووعيد للمشركين .