Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 7-7)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عطف على { إذ أنجاكم من آل فرعون } فهو من كلام موسى ــــ عليه السلام ــــ والتقدير واذكروا نعمة الله عليكم إذ تأذّن ربكم لئن شكرتم الخ ، لأن الجزاء عن شكر النعمة بالزيادة منها نعمةٌ وفضل من الله ، لأن شكر المنعم واجب فلا يستحق جزاءً لولا سعة فضل الله . وأما قوله { ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } فجاءت به المقابلة . ويجوز أن يعطف { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } على { نعمة الله عليكم } . فيكون التقدير واذكروا إذ تأذن ربكم ، على أن { إذ } منصوبة على المفعولية وليست ظرفاً وذلك من استعمالاتها . وقد تقدم عند قوله تعالى في سورة الأعراف 167 { وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم } وقوله { واذكروا إذ كنتم قليلاً فكثركم } سورة الأعراف 86 . ومعنى { تأذن ربكم } تكلّم كلاماً عَلَناً ، أي كلم موسى ــــ عليه السلام ــــ بما تضمنه هذا الذي في الآية بمسمع من جماعة بني إسرائيل . ولعل هذا الكلام هو الذي في الفقرات 9 ــــ 20 من الإصحاح 19 من « سفر الخروج » ، والفقرات 1 ــــ 18 ، 22 من الإصحاح 20 منه ، والفقرات من 20 إلى 30 من الإصحاح 23 منه . والتأذن مبالغة في الأذان يقال أذن وتأذّن كما يقال توعّد وأوعد ، وتفضّل وأفضل . ففي صيغة تفعّل زيادة معنى على صيغة أفْعَلَ . وجملة { لئن شكرتم } موطئة للقسم والقسم مستعمل في التأكيد . والشكر مؤذن بالنعمة . فالمراد شكر نعمة الإنجاء من آل فرعون وغيرها ، ولذلك حذف مفعول { شكرتم } ومفعول { لأزيدنكم } ليقدر عاماً في الفعلين . والكفر مراد به كفر النعمة وهو مقابلة المنعم بالعصيان . وأعظم الكفر جحد الخالق أو عبادة غيره معه وهو الإشراك ، كما أن الشكر مقابلة النعمة بإظهار العبودية والطاعة . واستغنى بــــ { إن عذابي لشديد } عن { لأعذبنه عذاباً شديداً } النمل 21 لكونه أعم وأوجز ، ولكون إفادة الوعيد بضرب من التعريض أوقع في النفس . والمعنى إن عذابي لشديد لمن كفر فأنتم إذن منهم .