Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 14-15)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف على جملة { لا يؤمنون به } سورة الحجر 13 وهو كلام جامع لإبطال جميع معاذيرهم من قولهم { لو ما تأتينا بالملائكة } سورة الحجر 7 وقولهم { إنك لمجنون } سورة الحجر 6 بأنهم لا يطلبون الدلالة على صدقه ، لأن دلائل الصدق بيّنة ، ولكنهم ينتحلون المعاذير المختلفة . والكلامُ الجامعُ لإبطال معاذيرهم أنهم لو فتح الله باباً من السماء حين سألوا آيةً على صدق الرسول ، أي بطلب من الرسول فاتصلوا بعالم القدس والنفوس الملكية ورأوا ذلك رأي العين لاعتذروا بأنها تخيّلات وأنهم سُحِروا فرأوا ما ليس بشيء شيئاً . ونظيره قوله { ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين } سورة الأنعام 7 . وظلّ تدل على الكون في النهار ، أي وكان ذلك في وضح النهار وتبين الأشباح وعدم التردد في المرئي . والعُروج الصعود . ويجوز في مضارعه ضمّ الراء وبه القراءة وكسرها ، أي فكانوا يصعدون في ذلك الباب نهاراً . و { سكرت } ــــ بضم السين وتشديد الكاف ــــ في قراءة الجمهور ، وبتخفيف الكاف في قراءة ابن كثير . وهو مبني للمجهول على القراءتين ، أي سدّت . يقال سكر البابَ بالتشديد وسكره بالتخفيف إذا سدّه . والمعنى لجحدوا أن يكونوا رأوا شيئاً . وأتوا بصيغة الحصر للدلالة على أنهم قد بتّوا القول في ذلك . وردّ بعضهم على بعض ظن أن يكونوا رأوا أبواب السماء وعرجوا فيها ، وزعموا أنهم ما كانوا يبصرون ، ثم أضربوا عن ذلك إضراب المتردّد المتحيّر ينتقل من فرض إلى فرض فقالوا { بل نحن قوم مسحورون } ، أي ما رأيناه هو تخيلات المسحور ، أي فعادوا إلى إلقاء تبعة ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سحرهم حين سأل لهم الله أن يفتح باباً من السماء ففتحه لهم . وقد تقدم الكلام على السحر وأحواله عند قوله تعالى { يعلمون الناس السحر } في سورة البقرة 102 . وإقحام كلمة { قوم } هنا دون أن يقولوا بل نحن مسحورون ، لأن ذكرها يقتضي أن السحر قد تمكن منهم واستوى فيه جميعهم حتى صار من خصائص قوميتهم كما تقدم تبيينه عند قوله تعالى { لآيات لقوم يعقلون } في سورة البقرة 164 . وتكرر ذلك .