Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 45-48)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

استئناف ابتدائي ، انتقال من وعيد المجرمين إلى بشارة المتّقين على عادة القرآن في التفنن . والمتّقون الموصوفون بالتقوى . وتقدمت عند صدر سورة البقرة . والجنّات جمع جنة . وقد تقدمت عند قوله تعالى { أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } في أول سورة البقرة 25 والعيون جمع عين اسم لثقب أرضي يخرج منه الماء من الأرض . فقد يكون انفجارها بدون عمل الإنسان . وأسبابه كثيرة تقدمت عند قوله تعالى { وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار } في سورة البقرة 74 . وقد يكون بفعل فاعل وهو التفجير . وجملة { ادخلوها } معمولة لقول محذوف يقدر حالاً من { المتقين } والقرينة ظاهرة . والتقدير يقال لهم ادخلوها . والقائل هو الملائكة عند إدخال المتقين الجنة . والباء من { بسلام } للمصاحبة . والسلام التحية . وتقدم في قوله { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم } في سورة الأنعام 54 والأمن النجاة من الخوف . وجملة { ونزعنا ما في صدورهم من غل } عطف على الخبر ، وهو { في جنات وعيون } . والتقدير إن المتقين نزعنا ما في صدورهم من غِلّ . والغِلّ ــــ بكسر الغين ــــ البغض . وتقدم في قوله تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غلّ تجري من تحتهم الأنهار } في سورة الأعراف 43 ، أي ما كان بين بعضهم من غلّ في الدنيا . و { إخواناً } حال ، وهو على معنى التشبيه ، أي كالإخوان ، أي كحال الإخوان في الدنيا . وأول من يدخل في هذا العموم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم من الحوادث الدافع إليها اختلاف الاجتهاد في إقامة مصالح المسلمين ، والشدة في إقامة الحق على حسب اجتهادهم . كما روي عن علي ــــ كرّم الله وجهه ــــ أنه قال إني لأرجو من أن أكون أنا وطلحة ممن قال الله تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً } . فقال جاهل من شيعة عليّ اسمه الحارث بن الأعور الهمذاني كلا ، اللّهُ أعدل من أن يجمعك وطلحة في مكان واحد . فقال عليّ « فلمن هذه الآية لا أمّ لك بِفيك التراب » . والسرر جمع سرير . وهو محمل كالكرسي متّسع يمكن الاضطجاع عليه . والاتّكاء مجلس أصحاب الدعة والرفاهية لتمكن الجالس عليه من التقلّب كيف شاء حتى إذا ملّ جِلسة انقلب لغيرها . والتقابل كون الواحد قبالة غيره ، وهو أدخل في التأنس بالرؤية والمحَادثة . والمسّ كناية عن الإصَابة . والنصَب التعب النّاشىء عن استعمال الجهد .