Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 11-11)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

جملة { ينبت } حال من ضمير { أنزل } سورة النحل 10 ، أي ينبت الله لكم . وإنما لم يعطف هذا على جملة { لكم منه شراب } سورة النحل 10 لأنّه ليس مما يحصل بنزول الماء وحده بل لا بدّ معه من زرع وغرس . وهذا الإنبات من دلائل عظيم القدرة الربّانية ، فالغرض منه الاستدلال ممزوجاً بالتذكير بالنّعمة ، كما دلّ عليه قوله لكم على وزان ما تقدم في قوله تعالى { والأنعام خلقها لكم فيها دفء } سورة النحل 5 الآية ، وقوله تعالى { والخيل والبغال والحمير لتركبوها } سورة النحل 8 الآية . وأسند الإنبات إلى الله لأنه الملهم لأسبابه والخالق لأصوله تنبيهاً للناس على دفع غرورهم بقدرة أنفسهم ، ولذلك قال { إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } لكثرة ما تحت ذلك من الدقائق . وذكر الزرع والزيتون وما معهما تقدم غير مرة في سورة الأنعام . والتفكّر تقدم عند قوله تعالى { قل هل يستوي الأعمى والبصيرأفلا تتفكرون } في سورة الأنعام 50 . وإقحام لفظ قوم للدلالة على أن التفكّر من سجاياهم ، كما تقدم عند قوله تعالى { لآيات لقوم يعقلون } في سورة البقرة 164 . { ومن كل الثمرات } عطف على { الزرع والزيتون } ، أي وينبت لكم به من كل الثمرات مما لم يذكر هنا . والتعريف تعريف الجنس . والمراد أجناس ثمرات الأرض التي ينبتها الماء ، ولكل قوم من الناس ثمرات أرضهم وجَوّهم . و { من } تبعيضية قصد منها تنويع الامتنان على كل قوم بما نالهم من نعم الثمرات . وإنما لم تدخل على الزرع وما عطف عليه لأنها من الثمرات التي تنبت في كل مكان . وجملة { إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } تذييل . والآية الدلالة على أنه تعالى المبدع الحكيم . وتلك هي إنبات أصناف مختلفة من ماء واحد ، كما قال { تسقى بماء واحد } في سورة الرعد 4 . ونيطت دلالة هذه بوصف التفكير لأنها دلالة خفية لحصولها بالتدريج . وهو تعريض بالمشركين الذين لم يهتدوا بما في ذلك من دلالة على تفرّد الله بالإلهية بأنهم قوم لا يتفكرون . وقرأ الجمهور { ينبت } بياء الغيبة . وقرأه أبو بكر عن عاصم بنون العظمة .