Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 38-38)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تذييل للجمل المتقدمة ابتداء من قوله تعالى { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } الإسراء 23 باعتبار ما اشتملت عليه من التحذيرات والنواهي . فكل جملة فيها أمرٌ هي مقتضية نهياً عن ضده ، وكل جملة فيها نهي هي مقتضية شيئاً منهياً عنه ، فقوله { ألا تعبدوا إلا إياه } الإسراء 23 يقتضي عبادةً مذمومة منهياً عنها ، وقوله { وبالوالدين إحساناً } الإسراء 23 يقتضي إساءة منهياً عنها ، وعلى هذا القياسُ . وقرأ الجمهور { سَيِّئَةً } ــــ بفتح الهمزة بعد المثناة التحتية وبهاء تأنيث في آخره ، وهي ضد الحسنة . فالذي وصف بالسيئة وبأنه مكروه لا يكون إلا منهياً عنه أو مأموراً بضده إذ لا يكون المأمور به مكروهاً للآمر به ، وبهذا يظهر للسامع معان اسم الإشارة في قوله { كل ذلك } . وإنما اعتبر ما في المذكورات من معاني النهي لأن الأهم هو الإقلاع عما يقتضيه جميعها من المفاسد بالصراحة أو بالالتزام ، لأن درء المفاسد أهم من جلب المصالح في الاعتبار وإن كانا متلازمين في مثل هذا . وقوله { عند ربك } متعلق بــــ { مكروهاً } أي هو مذموم عند الله . وتقديم هذا الظرف على متعلقه للاهتمام بالظرف إذ هو مضاف لاسم الجلالة ، فزيادة { عند ربك مكروهاً } لتشنيع الحالة ، أي مكروهاً فعلُه من فاعله . وفيه تعريض بأن فاعله مكروه عند الله . وقرأ ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف { كان سيئة } ــــ بضم الهمزة وبهاء ضمير في آخره ــــ . والضمير عائد إلى { كل ذلك } ، و { كل ذلك } هو نفس السيء فإضافة سيىء إلى ضميره إضافة بيانية تفيد قوة صفة السيء حتى كأنه شيئان يضاف أحدهما إلى الآخر . وهذه نكتة الإضافة البيانية كلما وقعت ، أي كان ما نهى عنه من ذلك مكروهاً عند الله . وينبغي أن يكون { مكروهاً } خبراً ثانياً لــــ كان لأنه المناسب للقراءتين .