Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 43-43)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إنشاء تنزيه لله تعالى عما ادعوه من وجود شركاء له في الإلهية . وهذا من المقول اعتراض بين أجزاء المقول ، وهو مستأنف لأنه نتيجة لبطلان قولهم إن مع الله آلهة ، بما نهضت به الحجة عليهم من قوله { إذا لابتغوا إلى ذى العرش سبيلاً } . وقد تقدم الكلام على نظيره في قوله تعالى { سبحانه وتعالى عمّا يصفون } في سورة الأنعام 100 . والمراد بما يقولون ما يقولونه مما ذكر آنفاً كقوله تعالى ونرثه ما يقول . و { علوا } مفعول مطلق عامله { تعالى } . جيء به على غير قياس فعله للدلالة على أن التعالي هو الاتصاف بالعلو بحق لا بمجرد الادعاء كقول سعدة أم الكميت بن معر @ تعاليت فوق الحق عن آل فَقعس ولم تَخش فيهم ردة اليوم أو غد @@ وقوله سبحانه { ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم } المؤمنون 24 ، أي يدعي الفضل ولا فضل له . وهو منصوب على المفعولية المطلقة المبينة للنوع . والمراد بالكبير الكامل في نوعه . وأصل الكبير صفة مشبهة الموصوف بالكبر . والكبر ضخامة جسم الشيء في متناول الناس ، أي تعالى أكمل علو لا يشوبه شيء من جنس ما نسبوه إليه ، لأن المنافاة بين استحقاق ذاته وبين نسبة الشريك له والصاحبة والولد بلغت في قوة الظهور إلى حيث لا تحتاج إلى زيادة لأن وجوب الوجود والبقاء ينافي آثار الاحتياج والعجز . وقرأ الجمهور { عما يقولون } بياء الغيبة . وقرأه حمزة ، والكسائي ، وخلف ــــ بتاء الخطاب ــــ على أنه التفات ، أو هو من جملة المقول من قوله { قل لو كان معه آلهة } الإسراء 42 على هذه القراءة .