Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 71-71)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي فعقِب تلك المحاورة أنهما انطلقا . والانطلاق الذهاب والمشي ، مشتق من الإطلاق وهو ضد التقييد ، لأن الدابة إذا حُلّ عقالها مشت . فأصله مطاوع أطلقه . و حتى غاية للانطلاق . أي إلى أن ركبا في السفينة . و حتى ابتدائية ، وفي الكلام إيجاز دل عليه قوله { إذا ركبا في السفينة } . أصل الكلام حتى استأجرا سفينة فركباها فلما ركبا في السفينة خرقها . وتعريف { السفينة } تعريف العهد الذهني ، مثل التعريف في قوله تعالى { وأخاف أن يأكله الذئب } يوسف 13 . و { إذا } ظرف للزمان الماضي هنا ، وليست متضمنة معنى الشرط . وهذا التوقيت يؤذن بأخذه في خرق السفينة حين ركوبهما . وفي ذلك ما يشير إلى أن الركوب فيها كان لأجل خرقها لأن الشيء المقصود يبادِر به قاصده لأنه يكون قد دبره وارتآه من قبل . وبني نظم الكلام على تقديم الظرف على عامله للدلالة على أن الخرق وقع بمجرد الركوب في السفينة ، لأن في تقديم الظرف اهتماماً به ، فيدل على أن وقت الركوب مقصود لإيقاع الفعل فيه . وضمن الركوب معنى الدخول لأنه ركوب مجازي ، فلذلك عدي بحرف في الظرفية نظير قوله تعالى { وقال اركبوا فيها } هود 41 دون نحو قوله { والخيل والبغال والحمير لتركبوها } النحل 8 . وقد تقدم ذلك في سورة هود . والخرق الثقب والشق ، وهو ضد الالتئام . والاستفهام في أخرقتها للإنكار . ومحل الإنكار هو العلة بقوله { لتغرق أهلها } ، لأن العلة ملازمة للفعل المستفهم عنه . ولذلك توجه أن يغير موسى ــــ عليه السلام ــــ هذا المنكَر في ظاهر الأمر ، وتأكيد إنكاره بقوله { لقد جئت شيئاً إمراً } . والإمر ــــ بكسر الهمزة ــــ هو العظيم المفظع . يقال أَمِر كفرح إِمراً ، إذا كثر في نوعه . ولذلك فسره الراغب بالمنكر ، لأن المقام دال على شيء ضارّ . ومقام الأنبياء في تغيير المنكر مقام شدة وصراحة . ولم يجعله نكراً كما في الآية بعدها لأن العلم الذي عمله الخضر ذريعة للغرق ولم يقع الغرق بالفعل . وقرأ الجمهور { لتغرق } ــــ بمثناة فوقية مضمومة ــــ على الخطاب . وقرأه حمزة ، والكسائي ، وخلف { ليَغرق } ــــ بتحتية مفتوحة ورفع { أهلها } على إسناد فعل الغرق للأهل .