Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 33-33)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
جملة { لكم فيها منافع } حال من الأنعام في قوله { وأحلت لكم الأنعام } الحج 30 وما بينهما اعتراضات أو حال من { شعائر الله } الحج 32 على التفسير الثاني للشعائر . والمقصود بالخبر هنا هو صنف من الأنعام ، وهو صنف الهدايا بقرينة قوله { ثم محلها إلى البيت العتيق } وضمير الخطاب موجّه للمؤمنين . والمنافع جمع منفعة ، وهي اسم النفع ، وهو حصول ما يلائم ويحفّ . وجعل المنافع فيها يقتضي أنها انتفاع بخصائصها مما يراد من نوعها قبل أن تكون هدياً . وفي هذا تشريع لإباحة الانتفاع بالهدايا انتفاعاً لا يتلفها ، وهو رد على المشركين إذ كانوا إذا قلّدوا الهدْيَ وأشعَرُوه حظروا الانتفاع به من ركوبه وحمل عليه وشرب لبنه ، وغير ذلك . وفي « الموطّأ » " عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يسوق بدنة فقال اركبها ؟ فقال إنها بدنة ، فقال اركبها ، فقال إنها بدنة ، فقال اركبها ، ويلك في الثانية أو الثالثة " . والأجل المسمّى هو وقت نحرها ، وهو يوم من أيام مِنى . وهي الأيام المعدودات . والمَحِلّ ــــ بفتح الميم وكسر الحاء ــــ مصدر ميمي من حلّ يحِلّ إذا بلغ المكان واستقرّ فيه . وهو كناية عن نهاية أمرها ، كما يقال بلغ الغاية ، ونهاية أمرها النحر أو الذبح . و { إلى } حرف انتهاء مجازي لأنها لا تنحر في الكعبة ، ولكن التقرب بها بواسطة تعظيم الكعبة لأنّ الهدايا إنما شرعت تكملة لشرع الحجّ ، والحجّ قصد البيت . قال تعالى { ولله على الناس حج البيت } آل عمران 97 ، فالهدايا تابعة للكعبة ، قال تعالى { هدياً بالغ الكعبة } المائدة 95 وإن كانت الكعبة لا ينحر فيها ، وإنما المناحر مِنى ، والمروة ، وفجاج مكة أي طرقها بحسب أنواع الهدايا ، وتبيينه في السنة . وقد جاء في قوله تعالى { ثم محلها إلى البيت العتيق } رد العجز على الصدر باعتبار مبدأ هذه الآيات وهو قوله تعالى { وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البيت } الحج 26 .