Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 47-47)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عطف على جملة { وإن يكذبوك } الحج 42 عطف القصة على القصة فإن من تكذيبهم أنهم كذبوا بالوعيد وقالوا لو كان محمد صادقاً في وعيده لعُجّل لنا وعيده ، فكانوا يسألونه التعجيل بنزول العذاب استهزاء ، كما حكى الله عنهم في قوله { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } الأنفال 32 ، وقال { ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين } السجدة 28 فذكر ذلك في هذه الآية بمناسبة قوله { فأمليت للكافرين } الحج 44 الآية . وحُكي { ويستعجلونك } بصيغة المضارع للإشارة إلى تكريرهم ذلك تجديداً منهم للاستهزاء وتوركاً على المسلمين . والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمقصود إبلاغه إياهم . والباء من قوله { بالعذاب } زائدة لتأكيد معنى الاستعجال بشدّته كأنه قيل يحرصون على تعجيله . وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة } في أول سورة الرعد 6 . ولما كان استعجالهم إياه تعريضاً منهم بأنهم موقنون بأنه غير واقع أعقب بقوله { ولن يخلف الله وعده } ، أي فالعذاب الموعود لهم واقع لا محالة لأنه وعدٌ من الله والله لا يخلف وعده . وفيه تأنيس للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين لئلا يستبطئونه . وقوله { وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } عطف على جملة { ولن يخلف الله وعده } ، فإن الله توعدهم بالعذاب وهو صادق على عذاب الدنيا والآخرة وهم إنما استعجلوا عذاب الدنيا تهكماً وكناية عن إيقانهم بعدم وقوعه بلازم واحد ، وإيماء إلى عدم وقوع عذاب الآخرة بِلازمين ، فَردّ الله عليهم رداً عاماً بقوله { ولن يخلف الله وعده } ، وكان ذلك تثبيتاً للمؤمنين ، ثم أعقبه بإنذارهم بأن عذاب الآخرة لا يفلتون منه أيضاً وهو أشدّ العذاب . فقوله { وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } خبر مستعمل في التعريض بالوعيد ، وهذا اليوم هو يوم القيامة . وفي معنى هذه الآية قوله تعالى { ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } العنكبوت 53ــــ54 . وليس المراد بقوله { وإن يوماً عند ربك } إلى آخره استقصار أجل حلول العذاب بهم في الدنيا كما درج عليه أكثر المفسرين لعدم رشاقة ذلك على أن هذا الاستقصار يغني عنه قوله عقب هذا { وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها } الحج 48 . والخطاب في { تعدون } للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين . وقرأ الجمهور { تعدون } بالفوقية ، وقرأه ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي { مما يعدون } ــــ بياء الغائبين ــــ . أي مما يعده المشركون المستعجلون بالعذاب .