Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 75-75)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما نفَت الآيات السابقة أن يكون للأصنام التي يعبدها المشركون مزية في نصرهم بقوله { وما للظالمين من نصير } الحج 71 ، وقوله { ضعف الطالب والمطلوب } الحج 73 ونعى على المشركين تكذيبهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - بقوله { يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا } الحج 72 ، وقد كان من دواعي التكذيب أنهم أحالوا أن يأتيهم رسول من البشر { وقالوا لولا أنزل عليه ملك } الأنعام 8 أي يصاحبه ، { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } الفرقان 21 أعقب إبطال أقوالهم بأن الله يصطفي من شاء اصطفاءه من الملائكة ومن الناس دون الحجارة ، وأنه يصطفيهم ليرسلهم إلى الناس ، أي لا ليكونوا شركاء ، فلا جرم أبطلَ قولُه { الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس } جميعَ مزاعمهم في أصنامهم . فالجملة استئناف ابتدائي ، والمناسبة ما علمت . وتقديم المسند إليه وهو اسم الجلالة على الخبر الفعلي في قوله { الله يصطفي } دون أن يقول نصطفي ، لإفادة الاختصاص ، أي الله وحده هو الذي يصطفي لا أنتم تصطفون وتنسبون إليه . والإظهار في مقام الإضمار هنا حيث لم يقل هو يصطفي من الملائكة رسلاً ، لأن اسم الجلالة أصله الإله ، أي الإله المعروف الذي لا إله غيره ، فاشتقاقه مشير إلى أن مسماه جامع كل الصفات العلى تقريراً للقوّة الكاملة والعزّة القاهرة . وجملة { إن الله سميع بصير } تعليل لمضمون جملة { الله يصطفي } لأن المحيط علمه بالأشياء هو الذي يختص بالاصطفاء . وليس لأهل العقول ما بلغت بهم عقولهم من الفطنة والاختيار أن يطلعوا على خفايا الأمور فيصطفوا للمقامات العليا من قد تخفَى عنهم نقائصهم بله اصطفاء الحجارة الصمّاء . والسميع البصير كناية عن عموم العلم بالأشياء بحسب المتعارف في المعلومات أنها لا تعدو المسموعات والمبصرات .