Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 41-41)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تقتضي الفاء تعجيل إجابة دعوة رسولهم . والأخذ مستعار للإهلاك . والصيحة صوت الصاعقة ، وهذا يرجح أو يعيِّن أن يكون هؤلاء القرن هم ثمود قال تعالى { فأما ثمود فأهْلِكوا بالطاغية } الحاقة 5 وقال في شأنهم في سورة الحجر 83 { فأخذتهم الصيحة مصبحين } وإسناد الأخذ إلى الصيحة مجاز عقلي لأن الصيحة سبب الأخذ أو مقارنة سببه فإنها تحصل من تمزق كرة الهواء عند نزول الصاعقة . والباء في { بالحق } للملابسة ، أي أخذتهم أخذاً ملابساً للحق ، أي لا اعتداء فيه عليهم لأنهم استحقوه بظلمهم . والغُثاءُ ما يحمله السيْل من الأعواد اليابسة والورق . والكلام على التشبيه البليغ للهيئة فهو تشبيه حالة بحالة ، أي جعلناهم كالغثاء في البِلى والتكدس في موضع واحد فهلكوا هَلكة واحدة . وفُرع على حكاية تكذيبهم دعاء عليهم وعلى أمثالهم دعاءَ شتم وتحقير بأن يَبْعَدوا تحقيراً لهم وكراهية ، وليس مستعملاً في حقيقة الدعاء لأن هؤلاء قد بعدوا بالهلاك . وانتصب { بعداً } على المفعولية المطلقة بدلاً من فعله مثل تَبّاً وسُحْقاً ، أي أتبَّه الله وأسحقه . وعكس هذا المعنى قول العرب لا تبعَد بفتح العين أي لا تفقد . قال مالك بن الريْب @ يقولون لا تبعد وهم يدفنوني وأين مكانُ البعد إلا مكانيا @@ والمراد بالقوم الظالمين الكافرون { إن الشرك لظلم عظيم } لقمان 13 . واختير هذا الوصف هنا لأن هؤلاء ظلموا أنفسهم بالإشراك وظلموا هوداً لأنه تعمد الكذب على الله إذ قالوا { إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً } المؤمنون 38 . والتعريف في { الظالمين } للاستغراق فشملهم ، ولذلك تكون الجملة بمنزلة التذييل . واللام في { للقوم الظالمين } للتبيين وهي مبيّنة للمقصود بالدعاء زيادة في البيان كما في قولهم سحقاً لك وتبّاً له ، فإنه لو قيل فبُعدا ، لعلم أنه دعاء عليه فبزيادة اللام يزيد بيان المدعو عليهم وهي متعلقة بمحذوف مستأنف للبيان .