Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 10-10)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تذييل لما مر من الأحكام العظيمة المشتملة على التفضل من الله والرحمة منه ، والمؤذنة بأنه تواب على من تاب من عباده ، والمنبئة بكمال حكمته تعالى إذ وضع الشدة موضعها والرفق موضعه وكف بعض الناس عن بعض فلما دخلت تلك الأحكام تحت كلي هذه الصفات كان ذكر الصفات تذييلاً . وجواب لولا محذوف لقصد تهويل مضمونه فيدل تهويله على تفخيم مضمون الشرط الذي كان سبباً في امتناع حصوله . والتقدير لولا فضل الله عليكم فدفع عنكم أذى بعضكم لبعض بما شرع من الزواجر لتكالبَ بعضكُم على بعض ، ولولا رحمة الله بكم فقدر لكم تخفيضاً مما شرع من الزواجر في حالة الاضطرار والعذر لما استطاع أحد أن يسكت على ما يرى من مثار الغيرة ، فإذا باح بذلك أُخذ بعقاب وإذا انتصف لنفسه أهلك بعضاً أو سكت على ما لا على مثله يغضى ، ولولا أن الله تواب حكيم لما رد على من تاب فأصلح ما سلبه منه من العدالة وقبول الشهادة . وفي ذكر وصف « الحكيم » هنا مع وصف { تواب } إشارة إلى أن في هذه التوبة حكمة وهي استصلاح الناس . وحذف جواب { لولا } للتفخيم والتعظيم وحذفه طريقة لأهل البلاغة ، وقد تكرر في هذه السورة وهو مثل حذف جواب لو ، وتقدم حذف جواب لو عند قوله تعالى { ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب } في سورة البقرة 165 . وجواب لولا لم يحضرني الآن شاهد لحذفه وقد قال بعض الأئمة إن لولا مركبة من لو ولا .