Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 167-173)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قولهم كقول قوم نوح لنوح إلا أن هؤلاء قالوا { لتكونَنّ من المخرَجين } فهدّدوه بالإخراج من مدينتهم لأنه كان من غير أهل المدينة بل كان مهاجراً بينهم وله صهر فيهم . وصيغة { من المخرجين } أبلغ من لنُخرجنك ، كما تقدم في قوله { لتكونن من المرجومين } الشعراء 116 . وكان جواب لوط على وعيدهم جواب مستخفّ بوعيدهم إذ أعاد الإنكار قال { إني لعملكم من القالين } أي من المبغضين . وقوله { من القالين } أبلغ في الوصف من أن يقول إني لِعَمَلكم قاللٍ ، كما تقدم في قوله تعالى { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } في سورة البقرة 67 . وذلك أكمل في الجناس لأنه يكون جناساً تامّاً فقد حصل بين { قال } وبين { القالين } جناس مذيَّل ويسمَّى مطرَّفاً . وأقبل على الدعاء إلى الله أن ينجيه وأهله مما يعمَل قومُه ، أي من عذاب ما يعملونه فلا بدّ من تقدير مضاف كما دل عليه قوله { فنجيناه } . ولا يحسن جعل المعنى نجّني من أن أعمل عملهم ، لأنه يفوت معه التعريض بعذاب سيحل بهم . والقصة تقدمت في الأعراف وفي هود والحِجْر . والفاء في قوله { فنجيناه } للتعقيب ، أي كانت نجاته عقب دعائه حسبما يقتضي ذلك من أسرع مدةٍ بين الدعاء وأمرِ الله إياه بالخروج بأهله إلى قرية « صوغر » . والعجوز المرأة المسنة وهي زوج لوط ، وقوله { في الغابرين } صفة { عجوزاً } . والغابر المتصف بالغبور وهو البقاء بعد ذهاب الأصحاب أو أهل الخيل ، أي باقية في العذاب بعد نجاة زوجها وأهله وهي مستثناة من { وأهله أجمعين } . وذلك أنها لحقها العذاب من دون أهلها فكان صفة لها . وقد تقدم ذلك في قصتهم في سورة هود . و { ثم } للتراخي الرتبي لأن إهلاك المكذبين أجدَر بأن يذكر في مقام الموعظة من ذكر إنجاء لوط المؤمنين . والتدمير الإصابة بالدمار وهو الهلاك ، وذلك أنهم استؤصلوا بالخسف وإمطار الحجارة عليهم . والمطر الماء الذي يسقط من السحاب على الأرض . والإمطار إنزال المطر ، يقال أمطرت السماء . وسمي ما أصابهم من الحجارة مطراً لأن نزل عليهم من الجو . وقيل هو من مقذوفات براكين في بلادهم أثارتها زلازل الخسف فهو تشبيه بليغ . وسَاء فعل ذمَ بمعنى بئس . وفي قوله { المنذرين } تسجيل عليهم بأنهم أُنذروا فلم ينتذروا .