Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 198-199)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كان من جملة مطاعن المشركين في القرآن أنه ليس من عند الله ، ويقولون تقوله محمد من عند نفسه ، وقالوا { أساطير الأولين اكتتبها } الفرقان 5 فدمغهم الله بأن تحدّاهم بالإتيان بمثله فعجزوا . وقد أظهر الله بهتانهم في هذه الآية بأنهم إنما قالوا ذلك حيث جاءهم بالقرآن رسول عربي ، وأنه لو جاءهم بهذا القرآن رسول أعجمي لا يعرف العربية بأن أوحى الله بهذه الألفاظ إلى رسول لا يفهمها ولا يحسن تأليفها فقرأه عليهم ، وفي قراءته وهو لا يحسن اللغة أيضاً خارق عادة لو كان ذلك لما آمنوا بأنه رسول مع أن ذلك خارق للعادة فزيادة قوله { عليهم } زيادة بيان في خرق العادة . يعني أن المشركين لا يريدون مما يلقونه من المطاعن البحث عن الحق ولكنهم أصروا على التكذيب وطفقوا يتحملون أعذاراً لتكذيبهم جحوداً للحق وتستراً من اللائمين . وجملة { ولو نزلناه على بعض الأعجمين } معطوفة على جملة { نزل به الروح الأمين على قلبك } الشعراء 193 إلى قوله { بلسان عربي مبين } الشعراء 195 لأن قوله { على قلبك } أفاد أنه أوتيه من عند الله وأنه ليس من قول النبي لا كما يقول المشركون تَقَوَّله ، كما أشرنا إليه آنفاً . فلما فرغ من الاستدلال بتعجيزهم فضح نياتهم بأنهم لا يؤمنون به في كل حال ، قال تعالى { إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلُّ آية } يونس 96 ، 97 . و { الأعجمين } جمع أعجم . والأعجم الشديد العُجمة ، أي لا يحسن كلمة بالعربية ، وهو هنا مرادف أعجمي بياء النسب فيصح في جمعه على أعجمين اعتبارُ أنه لا حذف فيه باعتبار جمع أعجم كما قال حميد بن ثور يصف حمامة @ ولم أر مثلي شاقه لفظ مثلها ولا عربياً شاقه لفظُ أعجما @@ ويصح اعتبار حذف ياء النسب للتخفيف . وأصله الأعجميين كما في الشعر المنسوب إلى أبي طالب @ وحيثُ ينيخ الأشْعَرُون رِحالهم بملقَى السيول بين سَافٍ ونائل @@ أي الأشعريون ، وعلى هذين الاعتبارين يحمل قول النابغة