Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 6-6)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عطف على جملة { تلك آيات القرآن } النمل 1 انتقال من التنويه بالقرآن إلى التنويه بالذي أنزل عليه بأن القرآن آيات دالة على أنه كتاب مبين . وذلك آية أنه من عند الله ، ثم بأنه آية على صدق من أنزل عليه إذْ أنبأه بأخبار الأنبياء والأمم الماضين التي ما كان يعلمها هو ولا قومه قبل القرآن . وما كان يعلم خاصة أهل الكتاب إلا قليلاً منها أكثره محرف . وأيضاً فهذا تمهيد لما يذكر بعده من القصص . و { تلقّى } مضارع لقاه مبنيٌّ للمجهول ، أي جعله لاقياً . واللُّقيُّ واللقاء وصول أحد الشيئين إلى شيء آخر قصداً أو مصادفة . والتلقية جعل الشيء لاقياً غيره ، قال تعالى { ولقّاهم نضرة وسروراً } الإنسان 11 ، وهو هنا تمثيل لحال إنزال القرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحال التلقية كأنَّ جبريل سعَى للجمع بين النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن . وإنما بني الفعل إلى غير مذكور للعلم بأنه الله أو جبريل ، والمعنى واحد وهو أنك مؤتى الوحي من لدن حكيم عليم . وتأكيد الخبر لمجرد الاهتمام لأن المخاطب هو النبي وهو لا يتردد في ذلك ، أو يكون التأكيد موجهاً إلى السامعين من الكفار على طريقة التعريض . وفي إقحام اسم { لدُن } بين { مِن } و { حكيم } تنبيه على شدة انتساب القرآن إلى جانب الله تعالى ، فإن أصل { لدن } الدلالة على المكان مثل عند ثم شاع إطلاقها على ما هو من خصائص ما تضاف هي إليه تنويهاً بشأنه ، قال تعالى { وعلَّمناه من لُدنَّا عِلماً } الكهف 65 . والحكيم القوي الحكمة ، والعليم الواسع العلم . وفي التنكير إيذان بتعظيم هذا الحكيم العليم كأنه قيل من حكيم أيّ حكيم ، وعليم أيّ عليم . وفي الوصفين الشريفين مناسبة للمعطوف عليه وللممهَّد إليه ، فإن ما في القرآن دليل على حكمة وعلم من أوحى به ، وأن ما يذكر هنا من القصص وما يستخلص منها من المغازي والأمثال والموعظة ، من آثار حكمةٍ وعِلْم حكيمٍ عليم ، وكذلك ما في ذلك من تثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم