Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 60-60)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكرهم الله بنعمه عليهم تذكيراً أدمج في خلال الرد على قولهم { إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } القصص 57 بقوله { يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا } القصص 57 أعقبه بأن كل ما أوتوه من نعمة هو من متاع الحياة الدنيا كالأمن والرزق ، ومن زينتها كاللباس والأنعام والمال ، وأما ما عند الله من نعيم الآخرة من ذلك وأبقى لئلا يحسبوا أن ما هم فيه من الأمن والرزق هو الغاية المطلوبة فلا يتطلبوا ما به تحصيل النعيم العظيم الأبدي ، وتحصيله بالإيمان . ولا يجعلوا ذلك موازناً لاتباع الهدى وإن كان في اتباع الهدى تفويت ما هم فيه من أرضهم وخيراتها لو سلم ذلك . هذا وجه مناسبة هذه الآية لما قبلها . و { من شيء } بيان لــــ { ما أوتيتم } والمراد من أشياء المنافع كما دل عليه المقام لأن الإيتاء شائع في إعطاء ما ينفع . وقد التفت الكلام من الغيبة من قوله { أوَ لم نُمكن لهم حرماً } القصص 57 إلى الخطاب في قوله { أوتيتم } لأن ما تقدم من الكلام أوجب توجيه التوبيخ مواجهة اليهم . والمتاع ما ينتفع به زمناً ثم يزول . والزينة ما يحسن الأجسام . والمراد بكون ما عند الله خيراً ، أن أجناس الآخرة خير مما أوتوه في كمال أجناسها ، وأما كونه أبقى فهو بمعنى الخلود . وتفرع على هذا الخبر استفهام توبيخي وتقريري على عدم عقل المخاطبين لأنهم لما لم يستدلوا بعقولهم على طريق الخير نزّلوا منزلة من أفسد عقله فسئلوا أهم كذلك ؟ . وقرأ الجمهور { تعقلون } بتاء الخطاب . وقرأ أبو عمرو ويعقوب { يعقلون } بياء الغيبة على الالتفات عن خطابهم لتعجب المؤمنين من حالهم ، وقيل لأنهم لما كانوا لا يعقلون نزلوا منزلة الغائب لبعدهم عن مقام الخطاب .