Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 65-66)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هو { يوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون } القصص 62 . كرر الحديث عنه باعتبار تعدد ما يقع فيه لأن مقام الموعظة يقتضي الإطناب في تعداد ما يستحق به التوبيخ . وكررت جملة { يوم يناديهم } لأن التكرار من مقتضيات مقام الموعظة . وهذا توبيخ لهم على تكذيبهم الرسل بعد انقضاء توبيخهم على الإشراك بالله . والمراد ماذا أجبتم المرسلين في الدعوة إلى توحيد الله وإبطال الشركاء . والمراد بــــ { المرسلين } محمد صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى في سورة سبأ 45 { فكذبوا رسلي } وله نظائر في القرآن منها قوله { ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا } يريد محمداً صلى الله عليه وسلم في سورة يونس 103 وقوله { كذبت قوم نوح المرسلين } الآيات في سورة الشعراء 105 ، وإنما كذب كل فريق من أولئك رسولاً واحداً . والذي اقتضى صيغة الجمع أن جميع المكذبين إنما كذبوا رسلهم بعلة استحالة رسالة البشر إلى البشر فهم إنما كذبوا بجنس المرسلين ، ولام الجنس إذا دخلت على جميع أبطلت منه معنى الجمعية . والاستفهام بــــ { ماذا } صوري مقصود منه إظهار بلبلتهم . وذا بعد ما الاستفهامية تعامل معاملة الموصول ، أي ما الذي أجبتم المرسلين ، أي ما جوابكم . و { الأنباء } جمع نبأ ، وهو الخبر عن أمر مهم ، والمراد به هنا الجواب عن سؤال { ماذا أجبتم المرسلين } لأن ذلك الجواب إخبار عما وقع منهم مع رسلهم في الدنيا . والمعنى عميت الأنباء على جميع المسؤولين فسكتوا كلهم ولم ينتدب زعماؤهم للجواب كفعلهم في تلقي السؤال السابق { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } القصص 62 . ومعنى { عميت } خفيت عليهم وهو مأخوذ من عمى البصر لأنه يجعل صاحبه لا يتبين الأشياء ، فتصرفت من العمى معان كثيرة متشابهة يبينها تعدية الفعل كما عدي هنا بحرف على المناسب للخفاء . ويقال عمي عليه الطريق . إذا لم يعرف ما يوصل منه ، قال عبد الله بن رواحة @ أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع @@ والمعنى خفيت عليهم الأنباء ولم يهتدوا إلى جواب وذلك من الحيرة والوهل فإنهم لما نودوا { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } القصص 62 انبرى رؤساؤهم فلفقوا جواباً عدلوا به عن جادة الاستفهام إلى إنكار أن يكونوا هم الذين سنوا لقومهم عبادة الأصنام ، فلما سئلوا عن جواب دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم عيوا عن الجواب فلم يجدوا مغالطة لأنهم لم يكونوا مسبوقين من سلفهم بتكذيب الرسول فإن الرسول بعث إليهم أنفسهم . ولهذا تفرع على عميت عليهم الأنباء قوله { فهم لا يتساءلون } أي لا يسأل بعضهم بعضاً لاستخراج الآراء وذلك من شدة البهت والبغت على الجميع أنهم لا متنصل لهم من هذا السؤال فوجموا . وإذ كان الاستفهام لتمهيد أنهم محقوقون بالعذاب علم من عجزهم عن الجواب عنه أنهم قد حق عليهم العذاب .