Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 26-26)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } جملة معترضة بين الإخبار عن إبراهيم اعتراض التفريع ، وأفادت الفاء مبادرة لوط بتصديق إبراهيم ، والاقتصار على ذكر لوط يدل على أنه لم يؤمن به إلا لوط لأنه الرجل الفرد الذي آمن به وأما امرأة إبراهيم وامرأة لوط فلا يشملهما اسم القوم في قوله تعالى { وإبراهيم إذ قال لقومه } العنكبوت 16 الآية لأن القوم خاص برجال القبيلة قال زهير @ أقَوْمٌ آل حصن أم نساء @@ وفي التوراة أنه كانت معه زوجُهُ سارة وزوج لوط واسمها ملكة . ولوط هو ابن هاران أخي إبراهيم ، فلوط يومئذ من أمة إبراهيم عليهما السلام . { وَقَالَ إِنِّى مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّىۤ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الْحَكِيمُ } . عطف على جملة { فأنجاه الله من النار } العنكبوت 24 . فضمير { قال } عائد إلى إبراهيم ، أي أعلن أنه مهاجر ديار قومه وذلك لأن الله أمره بمفارقة ديار أهل الكفر . وهذه أول هجرة لأجل الدين ولذلك جعلها هجرة إلى ربه . والمهاجرة مفاعلة من الهجر وهو ترك شيء كان ملازماً له ، والمفاعلة للمبالغة أو لأن الذي يهجر قومه يكونون هم قد هجروه أيضاً . وحرف { إلى } في قوله { إلى ربي } للانتهاء المجازي إذ جعل هجرته إلى الأرض التي أمره الله بأن يهاجر إليها كأنها هجرة إلى ذات الله تعالى فتكون { إلى } تخييلاً لاستعارة مكنية أو جعل هجرته من المكان الذي لا يعبد أهله الله لطلب مكان ليس فيه مشركون بالله كأنه هجرة إلى الله ، فتكون { إلى } على هذا الوجه مستعارة لمعنى لام التعليل استعارة تبعية . ورُشحت هذه الاستعارة على كلا الوجهين بقوله { إنه هو العزيز الحكيم } . وهي جملة واقعة موقع التعليل لمضمون { إني مهاجر إلى ربي } لأن من كان عزيزاً يعتز به جاره ونزيله . وإتباع وصف { العزيز } بــــ { الحكيم } لإفادة أن عزته محكمة واقعة موقعها المحمود عند العقلاء مثل نصر المظلوم ، ونصر الداعي إلى الحق ، ويجوز أن يكون { الحكيم } بمعنى الحاكم فيكون زيادة تأكيد معنى { العزيز } . وقد مضت قصة إبراهيم وقومه وبلادهم مفصلة في سورة الأنبياء .