Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 58-59)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عطف على جملة { والذين آمنوا بالباطل } العنكبوت 52 . وجيء بالموصول للإيماء إلى وجه بناء الخبر ، أي نُبَوِّئَنهم غرفاً لأجل إيمانهم وعملهم الصالح . والتبوئة الإِنزال والإِسكان ، وقد تقدم عند قوله تعالى { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ } في سورة يونس 93 . وقرأ الجمهور لَنُبَوِّئَنَّهُم بموحدة بعد نون العظمة وهمزة بعد الواو . وقرأ حمزة والكسائي وخلف { لَنُثَوِّيَنَّهم } بمثلثة بعد النون وتحتية بعد الواو من اثواه بهمزة التعدية إذا جعله ثاوياً ، أي مقيماً في مكان . والغُرَف جمع غُرفة ، وهو البيت المعتلَى على غيره . وتقدم عند قوله تعالى { أولئك يُجْزون الغرفة } في آخر سورة الفرقان 75 . وجملة { نَعْمَ أجر العَامِلِين } الخ … إنشاء ثناء وتعجيب على الأجر الذي أعطُوه ، فلذلك قطعت عن العطف . وقوله { الذِينَ صَبَرُوا } خبر مبتدأ محذوف اتباعاً للاستعمال والتقدير هم الذين صبروا . والمراد صبرهم على إقامة الدين وتحمل أذى المشركين ، وقد علموا أنهم ملاقوه فتوكلوا على ربّهم ولم يعبأوا بقطيعة قومهم ولا بحرمانهم من أموالهم ثم فارقوا أوطانهم فراراً بدينهم من الفتن . ومن اللطائف مقابلة غشيان العذاب للكفار من فوقهم ومن تحت أرجلهم بغشيان النعيم للمؤمن من فوقهم بالغرف ومن تحتهم بالأنهار . وتقديم المجرور على متعلّقه من قوله { وعلى ربهم يتوكلون } للاهتمام . وتقدم معنى التوكل عند قوله { فإِذا عزمت فتوكل على الله } في سورة آل عمران 159 .