Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 83-83)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفريع عن التذكير بما كان عليه الأنبياء . والاستفهام للتوبيخ والتحذير . وقرأه الجمهور { تبغون } بتاء الخطاب فهو خطاب لأهل الكتاب جارٍ على طريقة الخطاب في قوله آنفاً { ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة } آل عمران 80 وقرأه أبو عَمرو ، وحفص ، ويعقوب بياء الغيبة فهو التفات من الخطاب إلى الغيبة ، إعراضاً عن مخاطبتهم إلى مخاطبة المسلمين بالتعجيب من أهل الكتاب . وكله تفريع ذكر أحوال خلَف أولئك الأمم كيف اتبعوا غير ما أخذ عليهم العهد به . والاستفهام حينئذ للتعجيب . ودين الله هو الإسلام لقوله تعالى { إن الدين عند الله الإسلام } آل عمران 19 وإضافته إلى الله لتشريفه على غيره من الأديان ، أو لأنّ غيره يومئذ قد نسخ بما هو دين الله . ومعنى { تبغون } وتطلبون يقال بَغى الأمرَ يبغيه بُغَاء - بضم الباء وبالمد ، ويقصر - والبُغية بضم الباء وكسرها وهاء في آخره قيل مصدر ، وقيل اسم ، ويقال ابتغى بمعنى بغى ، وهو موضوع للطلب ويتعدّى إلى مفعول واحد . وقياس مصدره البغي ، لكنه لم يسمع البغي إلاّ في معنى الاعتداء والجور ، وذَلك فعلُه قاصر ، ولعلهم أرادوا التفرقة بين الطلب وبين الاعتداء ، فأماتوا المصدر القياسي لبَغَى بمعنى طلب وخصّوه ببغى بمعنى اعتدى وظلم قال تعالى { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق } الشورى 42 ويقال تَبَغّى بمعنى ابتغى . وجملة { وله أسلَم } » حال من اسم الجلالة وتقدم تفسير معنى الإسلام لله عند قوله تعالى { فقل أسلمتُ وجهي للَّه } آل عمران 20 . ومعنى { طوعاً وكرهاً } أنّ من العقلاء من أسلم عن اختيار لظهور الحق له ، ومنهم من أسلم بالجبلّة والفطرة كالملائكة ، أو الإسلام كرهاً هو الإسلام بعد الامتناع أي أكرهته الأدلة والآيات أو هو إسلام الكافرين عند الموت ورؤية سوء العاقبة ، أو هو الإكراه على الإسلام قبل نزول آية لاَ إكراه في الدين . والكرهُ - بفتح الكاف - هو الإكراه ، والكُره - بضم الكاف - المكروه . ومعنى { وإليه ترجعون } أنه يرجعكم إليه ففعل رجع المتعدّي أسند إلى المجهول . لظهور فاعله ، أي يرجعكم الله بعد الموت ، وعند القيامة ، ومناسبة ذكر هذا ، عقب التوبيخ والتحذير ، أنّ الربّ الذي لا مفر من حكمه لا يجوز للعاقل أن يعدل عن ديننٍ أمره به ، وحقه أن يسلم إليه نفسه مختاراً قبل أن يسلمها اضطراراً . وقد دل قوله { وإليه ترجعون } على المراد من قوله { وكرهاً } . وقرأ الجمهور وإليه تُرجعون - بتاء الخطاب - ، وقرأه حفص بياء الغيبة .